أهل مكة.. بساطة وطيبة ووفاء
تشرفت كثيراً الأسبوع الماضي بحضوري لمكة المكرمة وتسلمي جائزة زاهد قدسي لأفضل معلق لهذا العام 1433 من الهجرة النبوية الشريفة.
النسخة التاسعة للجائزة التي بدأها واستمر فيها المهندس إبراهيم زاهد قدسي تذكيراً بسيرة والده الفقيد ـــ رحمه الله ـــ وتكريماً في المجالات التي كان للأستاذ الكبير زاهد قدسي ـــ رحمه الله ـــ الرياضة والتربية والإعلام وبالطبع جائزة أفضل معلق.
خلال الحفل كانت البساطة عنوانا كبيرا والوفاء من أهله حاضراً من جميع الحضور والمنظمين والمستضيفين للحفل. الكل يعمل ويساهم ويقوم بمجهود في مجاله ومن الواضح أن التحضير من فترة كافية هو العنصر الحقيقي لنجاح الحفل.
آل القدسي تواجدوا مع أرحامهم من آل الخوقير وغيرهم وأحباء والدهم وبذلوا الجهد وأكثر بكثير لضمان نجاح الحفل وبالتأكيد اللوحات الكبيرة التي حملت صورة زاهد قدسي ـــ رحمه الله ـــ والعرض الذي صاحب الحفل كان ميزته الترتيب والمعلومات الكثيرة المهمة والمتتالية.
القاعة التي احتضنت الحفل مميزة جداً ومزودة بالتجهيزات كافة اللازمة لاستضافة الحفل والشكر هنا لآل كاتب ومن معهم فى مؤسسة مطوفي جنوب آسيا على استضافتهم للحفل سنوياً ولا ننسى آل الفارسي على رعايتهم للجائزة.
التكريم فى هذا العام شمل الأستاذ الكبير والإعلامي القدير عبد الله الضويحي الذي تحدث في كلمته بطلاقة ولغة عربية سليمة وباسترسال معروف منه كرجل مخضرم حيث ذكر معرفته بالفقيد من سنوات تجاوزت الثلاثين بقليل وسر ابتسامته الدائمة وذكَرنا أبا بدر بحديث الرسول الكريم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلث صدقة جارية أو علم نافع ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، وكيف أنها متوافرة الثلاث كلها بحول الله فى الفقيد زاهد قدسي.
كما تم تكريم الكابتن القدير غازي كيال الذى تحدث بعفوية جميلة عن فترة تواجده كلاعب فى الاتحاد وبعدها كحكم كرة قدم دولى متألق له الأفضلية الآسيوية عام 1974م. كما تحدث الكابتن سعيد غراب عن تاريخه الرياضي وشكر أبناء الفقيد على تكريمه.
وكانت مسك الختام كلمة راعي الحفل الدكتور صالح أحمد بن ناصر المستشار الخاص للرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس لجنة الاحتراف وهو من كان الفقيد ـــ رحمه الله ـــ (زاهد قدسي) صديقاً شخصياً له ورفيقاً فى دربه وتربطهم علاقة عملية وثيقة وكبيرة حيث تحدث الدكتور صالح عن عدد من المواقف التي كانت تمر على المعلقين إبَان رئاسة زاهد قدسي للجنة المعلقين في المملكة العربية السعودية.
رحمك الله يا زاهد قدسي وشكراً على ما قدمته لنا كمعلقين سعوديين وعرب وشكرا لمن نظم وساهم وشارك في كل عام للجائزة الجميلة والمفخرة التي أدعو الله أن تستمر لسنوات وسنوات لما فيها من معان كبيرة يجب أن تكون حافزاً وأساساً لجميع المعلقين.
نقاط متفرقة
- الجائزة هي التاسعة وقبلي كان هناك من حققها واستحقها عن جدارة ولكن عودة الجائزة للمعلقين السعوديين بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغياب تأتي مع نقل الدوري السعودي حصرياً من قبل التلفزيون السعودي ممثلاً في قنواته الرياضية.
- علمنا زاهد قدسي ـــ رحمة الله ـــ آداب وأخلاقيات ومبادئ مهنة التعليق الرياضي وتتويج المعلق الكبير يوسف سيف في العام الماضي بالجائزة وهو ممن عاصروا الفقيد ويمتلك نفس النهج التعليقي كما علمنا زاهد قدسي مع تتويجي هذا العام حيث أزعم أنني ممن يتمسك بكل ما تعلمته من الفقيد وأقوم بتطبيقه بنسبة كبيرة. دليل كبير على عودة الأصول والأساسيات في الذوق الرياضي العام بعد بعض الهزات التي حدثت في آداب التعليق الرياضي خصوصاً والإعلام الرياضي عموماً.
- بالمناسبة كانت لجنة المعلقين الرياضيين تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب ومقرها مكة المكرمة وبالتحديد مكتب رعاية الشباب بمكة المكرمة وهناك تقدمت للجنة المعلقين عام 1987 وعلقت في مكة المكرمة أول تجاربي واستمرت التجارب أعواماً عديدة نصحني والدي رحمه الله بالاهتمام بدراستي مع التدريب على التعليق ونصحني أيضا الأستاذ زاهد قدسي بالدراسة أولاً ثم التعليق وحدث ذلك فعلاً وتدربت حتى علقت على أولى مبارياتي عام 1996.
- هذا قليل من كثير حدث في الأسبوع الماضي في رحلتي لمكة المكرمة (وأنا أحد أبنائها) في تسع ساعات تقريباً كانت الكلمات والحفل وقبلها الإفطار في بيت الفقيد وأكثر إحساس انتابني في تلك الساعات هو البساطة والطيبة والوفاء من أهل مكة المكرمة وأدعو الله أن يعمَر مكة المكرمة مهبط الوحي وقبلة المسلمين.
الاقتصادية 1433/9/22هـ