على الجوانح هبت نسمة الحرم
ان كانت مكّة المكرمة قد لعبت دورا قويا في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي ووقف الشعراء ينشدون أبياتهم فخرا بالمكان والزمان.
فان العصر الحديث شهد بروز العديد من الشعراء الذين تغنوا شعراً بمكة المكرمة ووصفوا الطائفين حول البيت الحرام بخير وصف فهذا الشاعر السيد الدسوقي ينثر كلماته الشعرية عن المعاني العظيمة للطائفين حول البيت العتيق قائلا :
على الجوانح هبت نسمة الحرم
وهام كل فؤاد للضياء ظمي
والناس من كل فج أقبلت زمراً
كموج بحر يفيض النور ملتطم
ومن شعر عربي ينشد إلى أعمال ومشروعات تنفذ تعيش مكة المكرمة داخل وجدان كل مسلم كلما رفع أذان وطاف بالبيت طائف.
وقبل ايام قلائل التقيت برئيس غرفة تجارة وصناعة طرابزون بتركيا السيد / سعاد حجي حسن أوغلو والسكرتير العام لوكالة شرق البحر الأسود للتنمية السيد / شتين أكتاي قالديرم أثناء زيارتهما للمملكة لأداء فريضة العمرة فظهر انعكاس المكان والزمان عليهما من خلال حديث جانبي كان محوره مشروعات مكة المكرمة فقد أبديا سعادتهما وهما يريان ما يجري حاليا بمكة المكرمة من مشروعات تطويرية وتوقفا أمام تفاعل المجتمع المكي مع المشروعات الحكومية فابديا سعادتهما بما شاهداه أثناء دخولهما لمكة المكرمة من مشروع إنشاء مبنى الغرفة التجارية الصناعية.
وقالا: إن مثل هذا التفاعل من قبل الغرفة يحتاج إلى تفاعل آخر ومماثل من قبل رجال الأعمال والمستثمرين خاصة في مجال الفنادق والمجمعات السكنية للمعتمرين والحجاج خاصة وان نظام خدمات المعتمرين الذي طبق قبل عدة سنوات ساهم بشكل قوي وفاعل في زيادة أعداد المعتمرين من كافة دول العالم.
وعلى الرغم من تواجدهما بمكة المكرمة وإمكانية التقائهما برئيس وأعضاء الغرفة التجارية الصناعية بمكة وعدد من رجال الأعمال إلا أنهما فضلا أن تكون زيارتهما هذه خاصة بأداء فريضة العمرة فلا يريدان أن يقال “ حج وبيع سبح “.
والحقيقة أنني أكبرت فيهما هذا الموقف إذ اعتبرا أن التجارة مال يجنى كربح وخير ربح لهما هو الطواف حول البيت الحرام والصلاة داخل أروقته فالمكان في نظرهما عظيم والزمان بالنسبة لهما مكسب يفوق كافة المكاسب المالية التي سيجنونها.
الندوة 1433/7/23هـ