شكرا أستادنا محمد صالح بندقجي

من المربين الذين تركوا بصمات لا تمحى في ذاكرة طلاب ذلك الجيل وهو من عمالقة اللغة العربية من المحبوبين جداً في تلك الفترة .


ان طلابهم وزراء وأطباء كبار ورجال أعمال وعسكريون وأكاديميون في الجامعات عرف عنه قلة الكلام والصمت إلا في أمور العلم والمعرفة فهو بحر غزير المعلومات كان يدرسنا اللغة العربية وكنا نستمع إليه باهتمام ونتابعه بدقة حتى نتمكن من اللحاق بالمعلومة التي كان يمطرها علينا.


كان الطلاب يحترمونه ويقدرونه لأنه كان قدوة حسنة يجمع بين العلم والأخلاق تشرفت بأن أكون أحد طلابه في المدرسة العزيزية الثانوية بمكة المكرمة، وتشرفت بأن أكون زميلاً له في الاشراف التربوي بمكة المكرمة وحتى وهو في الاشراف التربوي كان يمتعنا دائماً بالمعلومات المفيدة في اللغة العربية والشعر والأدب.


كنا نجتمع في رحاب التوجيه التربوي مع زملاء في التوجيه د. فؤاد سندي والاستاذ منصور أبو منصور والأستاذ فاروق بنجر ، والاستاذ محمد حسن قاضي ، وكان كل واحد نهراً من العلم والمعلومات اذكر في أحد دروسه في المدرسة العزيزية الثانوية انه غضب على أحد طلابه في الفصل من كثرة تشويشه على الدرس فصمت الأستاذ محمد صالح لفترة وصمتنا جميعاً لنشاهد ماذا سوف يفعل هذا المربي بهذا الطالب، واذا به بعد فترة الصمت قال لا حول ولا قوة إلا بالله الله يهديك يافلان، فقدا أرسل رسالة واضحة لنا جميعاً في ذلك الفصل وفهمنا ماذا يقصد ، وربانا وعلمنا على هذه الطريقة.


ومن زملائه في تلك الفترة الأستاذ الفاضل عبدالله بخاري مدرس الرياضيات المحبوب لدى الجميع ، والأستاذ الفاضل صالح محجوب ، مدرس التربية الاسلامية والأستاذ الفاضل عبدالله يماني مدرس التربية الاسلامية أيضاً ، والأستاذ هاشم مقيبل عملاق مادة الرياضيات في تلك الفترة رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته .


ان البصمات التي تركوها على اذهان طلابهم لا تنسى ابداً ، وحتى الان عندما يقابلهم طلابهم يقبلونهم على الرأس ويقدرونهم ويحترمونهم ، واذا بالاستاذ الفاضل يسأل دائما طلابه أنت فين الان فيقول طالبه (أنا مدرس في كلية الطب ويقول الاخر انا رجل اعمال ، ويقول الاخر انا مهندس في المكان الفلاني فيقول الاستاذ الحمد لله رب العالمين لا أستريح ابدأ حتى أرى طلابي في مكان وهم أفضل مني أنا فخور بكم جميعاً).


اللهم اجز اساتذتنا كل خير وامدهم بالصحة والعافية وارحم من مات منهم واسكنهم الجنة ونعيمها نظير ما قدموه لنا ولذلك الجيل من العلم والتربية وصلى الله على سيد الخلق أجمعين نبينا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الندوة 1433/7/1هـ