هذا الجمهور .. الصبور!

وأعني به جمهور نادي الوحدة بمكة المكرمة فهذا الجمهور الوفي ظل متعاطفاً مع ناديه مشجعاً له متمسكاً به على الرغم من عدم استمتاعه بأي بطولة في مجال كرة القدم منذ نحو نصف قرن حيث كانت آخر بطولة حققها النادي عام 1386هـ، ثم لم يحظ الفريق بأي بطولة في دوري كرة القدم حتى تاريخ كتابة هذه السطور ومع ذلك فلم يزل معظم المكيين يشجعونه ويعتبرون ذلك واجبا مكياً عليهم لا يحيدون عنه قيد أنملة، فما أعجب وأعظم صبر هذا الجمهور الذي لا يوجد في جميع الأندية الرياضية جمهور يماثله في القدرة على الصبر الذي ليس له حدود.


إن العثرات التي مر بها نادي الوحدة، لو مر بها ناد رياضي آخر لانفض المشجعون من حوله وتحولوا عنه إلى غيره، وقد حدث هذا الأمر لأندية كبيرة مرت بانتكاسات خطيرة خلال العقود الأخيرة فهجرها جمهورها إلى غيرها أو تجاهل وجودها حتى لو لم يشجع غيرها، أما جمهور نادي الوحدة فلم يهجره حتى عندما أنزل إلى الدرجة الأولى مرتين كانت الأولى قبل ما يزيد عن ربع قرن بسبب تواضع نتائجه وحصوله على المركز الأخير في الدوري الممتاز في عام من الأعوام وكانت الثانية قبل عام عندما تصرف بعض إدارييه تصرفات أدت إلى صدور قرار من لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإنزال الفريق إلى مصاف الدرجة الأولى وحرمانه من دوري الأضواء، فلم يهجره جمهوره الوفي بل وقف معه ومع إدارته الجديدة الفاعلة المخلصة وعلى رأسهم الداعم الكبير الشيخ صالح كامل، حتى عاد إلى دوري الأضواء الكاشفة فملأ الفرح قلوب جمهوره المحب المتعطش لرؤية فريقه المحبوب منافساً قوياً في دوري زين وهو الأمر الذي يتم التخطيط له من قبل المخلصين للنادي خاصة بعد أن أبعد الله عنه الغوغاء من الناس الذين كانوا ذات يوم وراء ما حصل للنادي من إخفاقات أليمة وعندما يبالغ الوحداوي المكي في التعبير عن عشقه لنادي الوحدة الذي يرتدي لاعبوه اللونين الأبيض والأحمر فإنه يقول: ثوبي أبيض ودمي أحمر فهل رأيتم انتماء وحباً وعشقاً يفوق هذا الانتماء والحب والعشق.. ألا يستاهل هذا الجمهور الوفي أن يفرح ذات يوم ببطولة يحققها لهم فريق الوحدة لكرة القدم.. لا شك أنه يستاهل!

عكاظ 1433/6/25هـ