مكة المكرمة ومستقبلها الوضيء

مع الفجر

مكة المكرمة ومستقبلها الوضيء

عبدالله عمر خياط

مكة المكرمة مركز الكون بموقعها الجغرافي، وجوهرة مدن العالم بمكانتها الدينية لكونها خير بلاد الله وأحبها إليه جل جلاله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
فمنها انطلق نور الإسلام الذي جاء به النبي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام من رب العباد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وإليها يتجه المسلمون كل يوم خمس مرات لأداء الصلاة المكتوبة، وإلى رحابها تهفو أفئدة المسلمين للصلاة بالمسجد الحرام والطواف بالبيت العتيق وأداء شعائر الحج والعمرة في يسر وسهولة بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ لخدمة حجاج بيت الله المعتمرين والزوار الذين يفدون إليها كل عام بالملايين للحج ومن بعد الحج العمرة والزيارة وعلى امتداد العام.
الجميل في الأمر وهو ما شد قلمي لهذه السطور هو ما كشف عنه يوم الثلاثاء 20/4/1433هـ فيما نشرته الصحف سعادة الدكتور نايف بن فراج الفراج، مستشار وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق أن منطقة مكة المكرمة يشكل عدد قاطنيها أكثر من ربع عدد سكان المملكة الإجمالي (ما يعادل 26.4%).
مشيرا إلى أن ما يميز المنطقة وتعتبر بمثابة عناصر القوة هي: ارتفاع نسبة المتعلمين ومستوى الوعي، ووجود بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة.
وإذا كانت هذه الحقائق يسعد بها ولها قلب كل مسلم، فإن هناك ملاحظات جديرة باهتمام المسؤولين في مكة المكرمة لتكون بأوضاعها في مستوى مقامها بين المدن فقد لخص الدكتور الفراج ـ بالمقابل ـ خلال اللقاء العلمي الشهري السادس الذي عقده مؤخرا بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
عناصر التحديثات في منطقة مكة المكرمة، والتي تتمثل في ضعف البنية التحتية (صرف صحي، مياه، طرق) كثرة العشوائيات والأحياء الفقيرة، والعمالة غير النظامية، ومعدلات الفقر والبطالة الواضحة، أما خطوط الطرق والمواصلات فقد وصفها بالمعيقة لحجم المشاريع التنموية التي تنتظرها مستقبلا.
مؤلم أن يكون الوضع معيقا لتنفيذ المشاريع التنموية، ولكن الأمل كبير في الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للارتقاء بمكة المكرمة لتكون عاصمة العالم الأولى، كما هي عاصمة العالم الإسلامي.
وما ذلك على أصحاب الهمم العالية بكثير أو مستحيل.

 

جريدة عكاظ - 10 /6/ 1433هـ