نفذوا النفق.. وأريحونا
بعد إغلاق دام ما يزيد عن ثلاث سنوات وبعد كلام كثير منسوب إلى وزارة النقل والشركة المنفذة لمشروع توسعة عقبة الهدا وغيرها من الجهات، بأنه قد تم تثبيت الحجارة والصخور فلا تسقط عند هطول الأمطار، بعد كل ذلك وعلى الرغم مما أنفق على هذه التوسعة للطريق من الملايين، أثبت الواقع أن كل ما قيل غير صحيح أو على الأقل غير دقيق فلا تهطل الأمطار الموسمية النادرة إلا ويصحبها هطول حجارة وصخور تسد الطريق وتحطم السيارات. كما حصل في الأيام الأخيرة، بل إنها في العام الماضي قضت على راكب سيارة وتم خلالها تبادل الاتهامات بين عدة جهات عن مسؤولية ما حصل حتى إن القرود لم تسلم من تهمة تحمل المسؤولية مما أدى إلى مسارعة هيئة الأرصاد والبيئة بالدفاع عن قرود البابون المنتشرة في الهدا وأنها ليست مسؤولة عن الحجارة المتساقطة على رؤوس العابرين، وقد علقت على الأمر في حينه وساندت الهيئة والقرود واستشهدت ببيت شعر نسجه شاعر مهجري يدافع فيه عن السعادين عندما قال على لسان سعدان فحل:
فبالأصالة عن نفسي أكذبهم
وبالنيابة عن رهط السعادين!
لقد زرنا العديد من الدول الغربية والشرقية التي بها عقبات جبلية تشابه عقبة الهدا وبها طرق ملتوية على جوانب جبالها، وهي دول يرتاد مرتفعاتها عشرات الملايين سنوياً فلم نشهد ولم نسمع من غيرنا أن صخور تلك الجبال قد انهالت على رؤوس المارة، فإما أن تكون عقبة الهدا ذات خصوصية تجعلها غير قابلة للترويض وإما أن يكون التنفيذ والاستلام على غير ما يرام!؟
وما دام الأمر كذلك فلماذا لا يتم التركيز على تنفيذ مشروع النفق الذي يوصل الكر بالهدا والطائف ويختصر المدة إلى سبع دقائق بدل عشرين دقيقة وأكثر مع دوران «يجيب الدوخة» ومخاوف ثابتة من تساقط الصخور، لا سيما أن النفق موجود ومستخدم جزء منه لتمديد خطوط شبكة المياه الواصلة من الشعيبة للطائف والهدا وأن به مساراً للسيارات التابعة لصيانة الشبكة وأنه يستخدم أحياناً وبصفة خاصة لمرور بعض المسؤولين فيكون في توسعته خدمة للسياح والمواطنين وإن نفذ عن طريق القطاع الخاص فيكون برسوم معقولة مع بقاء الطريق الحالية متاحة وبلا رسوم لمن يريد الدوخة والصخور، فكروا في الأمر ملياً فقد تجدون أنه عملي ومبرور!
عكاظ 1433/6/7هـ