شكرا أستاذنا عبدالواحد طاشكندي
من رجال التربية والتعليم الذين حفروا أسماءهم في ذاكرتنا نحن طلاب ذلك الجيل، فقد كان الاستاذ الجليل عبدالواحد طاشكندي من المحبوبين جداً عندنا نحن طلاب المدرسة العزيزية الثانوية في ذلك الوقت، فهذا الرجل التربوي من المخلصين جداً في عمله والذين يعرفون كيف يتعاملون مع طلابهم، فكان هناك الطالب المشاغب والهادىء والطالب الذكي وكثير الكلام وكثير الحركة وكثير الضحك ..والمشكلجي ..و....و......الخ.
وكان يعرف إمكانات طلابه الدراسية ، وإمكاناتهم المادية، وإمكاناتهم الشخصية والفكرية ثم يربي ويوجه على هذا الاساس.
اذكر كنا عندما نعبىء استمارات الشهادة الثانوية في ذلك الوقت يقول لنا اكتب بخط واضح ، اكتب اسمك كاملاً ، اكتب رقم تابعيتك ، وعنوانك كاملاً ، وبالحبر الأزرق ، ومن حرصه الشديد في هذه الناحية يقف ويشاهد بنفسه ماذا نكتب ويقول البعثة في انتظاركم وكانت عبارات محفزة ومشجعة لنا جميعا في ذلك الوقت.
اذكر في إحدى المرات فاتني أتوبيس المدرسة (اتوبيس الشركة العربية وسائقه الشهير أبو النوم) لأننا كنا نتجمع في مكان معين في شارع جياد، وحزنت جداً وعدت ادراجي إلى البيت وأثناء ذلك فإذا بسيارة بيضاء تقف بجانبي وإذا باستاذي عبدالواحد طاشكندي يقودها قال اطلع معي إلى المدرسة، وكان هذا موقفاً لا ينسى لأن السيارات في ذلك الوقت نادرة جداً، ومن هو الذي يملك سيارة في تلك الأيام ، وكلما قابل طالباً فاته الاتوبيس يأخذه معه إلى المدرسة، كنا نستمتع بفترة الحصة الكبيرة في العزيزية الثانوية ، وكان هناك مباريات في كرة القدم والطائرة والسلة والبعض يستمتع بالمشاهدة وتناول ساندوتش العم سراج - رحمه الله - (صامولي بداخله حبة سمبوسه بالشطة) ، ما ألذه من ســــــــاندوتش في تلك الأيام، وكان الاستاذ الطاشـــــــكندي يقف في البلكونة المطلة ويتابعنا ، وعندما نتمازح فيما بيننا نقول لبعض انتبه الوكيل شايفك..انتبه سجل اسمك ياويلك، وكان هناك العم شمعون وهو المسؤول عن توصيل النتائج النهائية إلى البيوت ومقابلة ولي أمر الطالب وأخذ توقيعه على النتيجة في نهاية العام فكان عندما يأتي إلى البيت نعرف من علامة وجهه إذا كانت الشهادة ناجحاً أو فيها علامة حمراء لأن الدائرة الحمراء تدل على رسوب الطالب في تلك المادة ، وكان العم شمعون - رحمه الله - معروفا في كل حارة لأنه كان يتنقل مشياً على الأقدام وهو المرسول الرسمي من الأستاذ عبدالواحد طاشكندي .
اذكر استاذنا الفاضل كان انيقاً في ملبسه ، وكنا نحاول تقليده في لبسه المحتشم وحتى طريقة وضع غترته البيضاء الناصعة ولأنه كان قدوة حسنة لنا ، وان استاذنا يسأل عنا دائما وعن أحوالنا نحن طلابه ويحاول جمعنا سوياً في منزله وأكون حريصاً على هذه الدعوة لأني أقابل من علمونا ودرسونا أمثال الأستاذ الفاضل محمد سليمان الشبل والأستاذ محمد صالح بندقجي ، والأستاذ سعيد بن عاطي والزملاء عبدالعزيز حافظ ، والدكتور فؤاد سندي وعبدالكريم الصنيع ومصطفى بوقري ومحمد حسن شامي وأحمد قطب ، اسأل الله العلي العظيم أن يمد أستاذنا بالصحة والعافية ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الندوة 1433/6/3هـ