ملتقى الشباب بين المتن والهامش وشيء من التجريد
ملتقى الشباب بين المتن والهامش وشيء من التجريد
عزوف بعض أعضاء الجمعية العمومية لنادي مكة عن الملتقى وتأخر بعضهم كان ملموساً، واختلاق الأعذار هنا مهم، ولعل الأيام القريبة القادمة تصلح ما بينهم وبين النادي
مقالي لهذا الأسبوع سأستعمل في بعض فقراته ما يعرف عند المختصين بالتجريد؛ أي سأحاول أن أنزع عن نفسي شرف الانتماء الرسمي لنادي مكة الثقافي الأدبي، وللجان المختلفة فيه، وسأجعله على سليقته، والسليقة هنا بمعنى الطبيعة والفطرة. المقال هنا عن الملتقى الرابع لنادي مكة، الذي اختتم نشاطاته مساء الأربعاء الماضي، والذي عنون له بعنوان قشيب هو: (الشباب بين المتن والهامش).. وبسم الله أبدأ:
رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام للملتقى أعطت للملتقى وزناً خاصا، وتمنيت على النادي لو نسق موعد الملتقى مع جدول معالي الوزير، خاصة أن كلنا يعرف أن جداول الوزراء مضبوطة لأسابيع بل لما هو أكثر؛ شاكراً لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية حضوره الكريم. اللجنة التحضيرية للملتقى اعتمدت وأثقلت على أمينها العام كثيرا، وليت أعضاء اللجنة تقاسموا الأعمال، وليت الأمين أشعرهم بحاجته لهم، حتى لو لم يكن في حاجة لذلك؛ فيدان خيرٌ من يدٍ واحدة.. البحوث المقدمة في الملتقى أكثرها شامل لمحور من محاور الملتقى، وبعضها لم يكن كذلك. وبخصوص الباحثين الكرام فقد تميز أكثرهم بالضبط اللغوي في تقديم أبحاثهم، والبعض خانته الملَكة. وكم تمنيت لو كثف النادي تواصله من قبلُ مع الباحثين. وكم تمنيت من بعض من لم يحضر إعطاء النادي فرصة السماح بإلقاء بحثه بالنيابة عنه.. بعد مكان إقامة الباحثين عن الحرم المكي الشريف، ودرجة الضيافة مرتبطان بموسم العمرة الذي تمر فيه العاصمة المقدسة، ولعل النادي يجدول نشاطاته الخارجية مستقبلاً على أساس موسميْ العمرة والحج.
عدد المساهمين في التنظيم من طلبة الجامعة كان بحاجة إلى بعض التقليص، وبحاجة أيضاً إلى تحديد المسؤوليات.. التغطية الصحفية لما دار في الملتقى كانت مواكبة لأهمية الملتقى. وكم كنت أتمنى ممن وعد بالمزيد أن يواكب، ومن لم يعد أن يساهم.. عزوف بعض أعضاء الجمعية العمومية للنادي عن الفعالية، وتأخر بعض المهمين في النادي كان ملموساً، واختلاق الأعذار هنا مهم، ولعل الأيام القريبة القادمة تصلح ما بينهم وبين النادي، والمهم هو أن كل شيء يهون في حب مكة المكرمة.. زادها الله تشريفاً وتعظيما.
إيجابيات الملتقى تتحدث عن نفسها، ويتحدث عنها جميع المنصفين، وتعدادها يعني أنني في حاجة لمساحة إضافية، وهذا ما لا أملكه. وفي هذا الصدد لا بد أن أنوه بالتوصيات الرصينة للملتقى، التي أفاد منطوقها بمفاهيم هامة جداً، ومن ذلك: "تقريب المسافات بين تشكيلات الشباب النظرية إلى مستويات التوافق مع إجراءاتها العملية، والاهتمام بفلسفة مدخلات ومخرجات نظم التعليم الممنهج نوعاً وكماً لتلبية سوق العمل، والعمل على توثيق العلاقة بين الشباب على اختلاف مشاربهم وتعدد تطلعاتهم المستقبلية، والإيمان بأن غايات التصور الإسلامي واحدة، وأن المسالك إليها متعددة".
كما بدأت المقال بالمختصين، أختم ببعض ما ذكروه عن أنواع النقد.. فقد قالوا إن النقد نوعان؛ الأول نقد الذات، بمعنى أن ينتقد الإنسان نفسه، أو الجماعة نفسها، للتعرف على مواقع الزلل والخلل، للتطوير والإصلاح والترميم. والثاني نقد الآخرين لمن حولهم؛ ومارست هنا النوع الأول مقتدياً بالفاروق ـ رضي الله تعالى عنه ـ القائل: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر؛ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
جريدة الوطن - 29 /5/ 1433هـ