حلول لمعالجة فلل الإسكان!
غفلت أمانة العاصمة المقدسة أو تغافلت عن قيام بعض مالكي فلل الإسكان بالرصيفة بمكة المكرمة، بإجراء تعديلات جذرية على تلك الفلل من رفع للأدوار وإضافة ملاحق أرضية وعلوية والبناء على كامل المساحة ونحوها من المخالفات الظاهرة والباطنة، ثم قامت بمشاركة عدد من جهات الاختصاص على قلب رجل واحد بمعاقبة المخالفين بالشروع في قطع التيار الكهربائي عن الفلل المخالفة لتعيش في الظلام الدامس والحر عقاباً لهم وردعاً لأمثالهم!
ومع أني شخصياً ضد أي مخالفة ترتكب ضد نظام واضح قائم معلن عنه على رؤوس الأشهاد إلا أن لي إزاء ما يجري بعض الملاحظات والتساؤلات منها ما يلي:
أولا: أين كان مراقبو الأمانة عندما كانت عملية تغيير معالم فلل الإسكان تجري على قدم وساق وفي وضح النهار وترتفع أدوارها من دور واحد أرضي إلى دورين وثلاثة أدوار ولماذا لم يتم وقف هذه المخالفات ووأدها في مهدها مع أنها لم تحصل وسط الظلام الدامس بل والشمس مشرقة والجو صحو وأمام أعين الناس والبساس!
ثانياً: ما دام أن المخالفات قد حصلت فهل الحل يكون بقطع التيار عن الأسر الساكنة في تلك الفلل من نساء وأطفال ومرضى وعجزة! ألا يوجد للمشكلة حل آخر، كأن تكون لجنة فنية لتحديد أنواع المخالفات وحجمها وتأثيرها على السلامة، فإن كان لها تأثير على السلامة وأرواح الناس من سكان وجيران ومارة فلا بد من إزالة ذلك الخطر بما يضمن سلامة الجميع، وإن كانت المخالفة لا تمثل خطورة على السلامة وإنما مجرد مخالفة لنظام الارتفاعات وفي حدود دور إضافي وملحق ونحوهما، فتؤخذ من المخالف غرامة رادعة حسب ما جاء في نظام البناء المعمول به في الأمانات والبلديات وإن كانت المخالفة بسيطة جداً فيطبق بشأنها أخذ رسوم مضاعفة عليها، مع عدم جعل ما حصل قاعدة أو سابقة تبنى عليها مخالفات جديدة، بل لمعالجة ما حصل من تجاوز وضمان عدم تكراره بتشديد المراقبة واتخاذ إجراء يوقف المخالفات ووأدها عند بداية ارتكابها لا ترك المخالفين يسرحون ويمروحون حتى إذا «صَرَبوها» ارتفعت الأصوات والاحتجاجات وصدرت الأوامر والقرارات!
عكاظ 1433/5/18هـ