حلم وإلا علم
في مكة المكرمة حرسها الله رفعت الشرطة بتوجيه من أمير المنطقة خالد الفيصل شعاراً جميلاً لخطة عمل اجمل وكان ذلك الشعار هو "مكة بلا جريمة" وحسب ما نشر فإن هذا الشعار سوف يبدأ طرحه مع مطلع العام الهجري القادم 1430هـ وان القيادات الادارية والأمنية في الشرطة تواصل اجتماعاتها من أجل إنجاح عملية تنفيذ هذا الشعار العظيم حتى قال بعض من سمع بذلك "الشعار" حلم والا علم؟ حسب منطوق المثل الشعبي المكي، واقول لرجال الشرطة ومن ورائهم جميع المسؤولين في امارة منطقة مكة المكرمة وعلى رأسهم الأمير, بارك الله فيكم وفي جهودكم الطيبة لان ام القرى شرفها الله تستحق ان تصبح فعلاً لا قولاً مدينة بلا جريمة, ان لم يكن ذلك من باب تمنى الاجتثاث الكامل للجريمة في العاصمة المقدسة فعلى الاقل يكون الهدف جعل الجريمة فيها نادرة الوقوع وان تصبح نسبة الجرائم من حيث النوع والعدد في ادنى حد لها، ومن واجبنا جميعاً ان ندعم مثل هذا الهدف النبيل وان نكون يداً واحدة متعاونين لتطهير البلد الامين من الجريمة والمجرمين. وحقاً فإنه ينبغي الا يبقى في هذه الارض الطاهرة الا من يستحق السكنى فيها يستوي في ذلك المواطن والمقيم لان الجريمة لا جنس لها ولا وطن، وقد كان الاتقياء يتحاشون السُكنى الدائمة في ام القرى خشية ان يرتكبوا فيها ما يغضب الله في بلده لعلمهم ان عقاباً شديداً وعذاباً أليماً يصبح مستحقاً على من ينوي الظلم في البلد الحرام فكيف بمن يظلم عن سبق إصرار وتكبر؟
ان شعار "مكة بلا جريمة" شعار قوي يحتاج تنفيذه الى عمل جاد متواصل فقد يصبح الحلم ذات يوم علماً وحقيقة ماثلة بتوفيق من الله تعالى ثم بهمم الرجال, وقد احسنت شرطة العاصمة المقدسة عندما تبنت ندوات توعية وحوار دعت اليها بعض الجاليات الكبرى المقيمة في مكة المكرمة بحضور شيوخ وزعماء تلك الجاليات, للتشاور معهم حول ما يؤدي الى خفض نسبة الجرائم بين ابناء تلك الجاليات وتنبيه العقلاء منهم على وجوب ادراك انهم مجاورون لبيت الله الحرام فلابد من التأدب في هذه الارض الطاهرة, والمأمول ان تكون الرسالة قد وصلت الى تلك الجاليات بطريقة جيدة وقوية ومن انذر فقد اعذر!
عكاظ 1/8/1429هـ