من رجال مكة المكرمة
زخر مكة المكرمة حرسها الله بعينه التي لا تنام، برجال أفذاذ ومن الذين يجب ذكرهم في الزمن الدفان نموذجان محترمان حفيان بالتقدير والإشادة وان كان مبدأ تقديم أحدهما على الاخر من باب الاسبقية أو حتى الأفضلية لم تخطر ببالي لأني أعرف تماماً أن أياً منهما يؤثر على نفسه فهكذا تربت الأجيال في أم القرى وإن كانت هناك تغيرات قسرية بسبب المشغوليات التي أجبر عليها المرء سواء ما كان منها صحياً أو اقتصادياً أو ظروفاً اجتماعية متباينة ، وهذان النموذجان الملتصقان كالأشقاء هما السيد محمد بن حبيب علوي ، الكتاب الصحفي المعروف والوجه الاعلامي المألوف والمهتم بالشأن العام والبحث عن سعادة الاخرين وصاحب الدواوين الشعرية التي تجاوزت العشرة دواوين والتي تفوح عطراً بالوطنية والحب والخير والجمال علاوة على مشاركاته الفاعلة في عدة صوالين أدبية وثقافية داخل وخارج المملكة العربية السعودية ومنها النادي الأدبي بجدة وجمعية الثقافة والفنون بجدة وصالون الوجيه عبدالمقصود خوجه شافاه الله ، وصالون العالم أنور عشقي وعضو مشارك بجمعية الشاعر أحمد شوقي الأدبية (كرمة ابن هاني) بالقاهرة وعضو اساسي بجمعية سيد دوريش للموسيقى والتراث الفني بالقاهرة وعضوية نادي الصيد بالقاهرة وعضو مشارك بنادي الصحفيين والأدباء بالقاهرة وعضو فاعل بصالون الوجيه القاهري محمد الدسوقي أباظة وصالون رشيد جبران للموسيقى والتراث الفني وعضو فخري بجمعية موسيقار الازمان فريد الاطرش والفارس الاخر صهره الشريف الإنسان الوطني حتى النخاع منصور بن صالح أبو رياش الكاتب الاقتصادي المبدع والخبير العقاري المدهش الذي يستطيع في لحظات فك أصعب الطلاسم العقارية حيث يرجع له في معظم الأحيان أصحاب القرار للاستفادة من خبراته العقارية والاستثمارية التي تجاوزت الخمسين عاماً وهو العصامي الذي شق طريقه في الحياة بالاستقامة ورضى الوالدين وصانع المعروف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وبحكم الصلة مع الاخوين الفاضلين الشريف منصور بن صالح أبو رياش والسيد محمد الحبيب علوي فأول ما يتبادر إلى ذهن من يحضر لقاءهما ان هذين الأخون هما شقيقان متحابان وليس ما يربط بينهما صلة النسب والقرابة فالشوق إلى أحاديثهما الماتعة وتبادل النكات والقفشات المكية الخالدة والأحاديث المتنوعة في الأدب والشعر والسياسة والعلوم الدينية والشرعية بطريقة السهل الممتنع هي ما تجعل هذين الفارسان متصدرين القلوب قبل المجالس وان كان الشيء بالشيء يذكر فإن أخي الحبيب الشريف منصور بن صالح أبو رياش كاتب صحفي مبدع افتقدنا كتاباته الصحفية اللافتة للنظر في الاقتصاد والعقار والنواحي الإنسانية والشأن العام واتمنى أن يعاود الكتابة ليستفيد القراء الكرام من أفكاره الجريئة وطرحه الوطني المميز الذي كان يطالعنا به في عدة صحف محلية منها عكاظ والاقتصادية والمدينة والندوة الغراء ، كما اتمنى على المسؤولين في تلفزيوننا السعودي إجراء لقاءات موسعة مع أبا نايف عن تاريخ مكة المكرمة واثارها والعادات الحجازية الجميلة التي اندثرت بتقادم الأيام وصوارف الزمان ولما لهذين الفارسين من مكــــانة اجتماعية وأدبية وثقافية وعلمية مرموقة اتمنى أن يكون لهما نصيب في محـــافل المجـــــتمــــع المدني كالأندية الأدبية والثقافية إما تكريماً وهذا حق مشروع لهما ولامثالهما وهـــم كثر ولله الحمد والمنة في بلادنا المعطاء أو لإلقاء المحاضرات القيمة التي تنير الدروب أمام الحريصين على تلقي المزيد من المعرفة في زمن المعرفة والالتفاف الجميل من جميع أبناء هذا الوطن الغالي وليت هذه الاسماء اللامعة وغيرها وهم كثر كما اسلفت أن يتم دعوتهم للمناسبات الهامة التي يرعاها ولاة الأمر الكرماء فضلاً وخلقاً وتربية ايمانية مع من يستفاد من طرحهم الوطني وآرائهم الصريحة التي تسهم في رقي الوطن الهاجس الأول للجميع وعلى رأسهم ملك الاصلاح والانفتاح خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين متعهما الله بدوام وتمام الصحة والعافية وحفظهما من كل سوء ، انه ولي ذلك والقادر عليه وعلى الله قصد السبيل.
الندوة 1433/4/26هـ