رحم الله الرائد السيد حسن بن محمد كتبي
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ 27 ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً 28 فَادْخُلِي فِي عِبَادِي 29 وَادْخُلِي جَنَّتِي)، سورة الفجر.
ببالغ الأسى والحزن ودع وطننا الغالي في المدينة المنورة المفكر الإسلامي والأديب والمثقف وزير الحج والأوقاف الأسبق السيد حسن بن محمد كتبي المولود في مكة المكرمة عام 1329هـ وقد قضى ربع القرن الأخير من حياته في المدينة المنورة لحبه وتعلقه بها، وفي عام 1352هـ/ 1932م عين أول رئيس تحرير لصحيفة صوت الحجاز «البلاد حالياً» ثم عمل في ديوان الأوراق في وزارة المالية في عام 1359هـ وتفرغ بعدها إلى العمل الحر وعمل كثيراً في هذا المجال مع شقيقه السيد سامي كتبي - رحمه الله تعالى.
إلى أن صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه وزيراً للحج والأوقاف في عام 1390هـ/ 1970م في عهد جلالة الملك فيصل- رحمه الله - ليواصل إلى جانب ذلك اهتمامه بالأدب والثقافة العامة ويحمل فكر المفكر الإسلامي الذي لا تنطفئ همته ولا تفتر عزيمته فكانت له جهوده التي لا تنكر في مناهضة الفكر الشيوعي، أهدافه والتحذير منها وبيان عظمة الإسلام وأنه هو الحل الشامل لكل مشكلات الحياة.
فقد درس معاليه في المعهد العلمي السعودي ومن مشاهير طلابه الأستاذ الأديب الكبير واللغوي أحمد بن عبدالغفور عطار وعلامة الجزيرة الأستاذ حمد الجاسر والأديب الكبير الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، وله كتب مشهورة في النقد منها الكتاب الفني وكان مهتماً بالدعوة في الخارج وخاصة في شرق آسيا، ومثل المملكة العربية السعودية في الاتحاد العالمي لمكافحة الشيوعية، وحملت مجلة الحج التي تصدرها وزارة الحج والأوقاف في عهده مسمى جديداً هو «التضامن الإسلامي» وكانت له بصمات واضحة في الوزارة على الرغم من تواضع الإمكانات في ذلك الوقت، وقد أكرمه الله تعالى بحفظ كتابه العزيز فكان مواظباً على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.
وقد منح عدة أوسمة وشهادات دكتوراة فخرية من المملكة والصين وباكستان وماليزيا وله عشرات المؤلفات والرسائل والمحاضرات التي ألقى بعضها في رحاب الموسم الثقافي لرابطة العالم الإسلامي أثرت المكتبة العربية منها كتابه (هذه حياتي) والذي سطر فيه خلاصة تجربته في الحياة وهو مصدر معلوماتي ممتع ومطالعته مفيدة جداً.. فهذه السيرة العطرة لأبي إبراهيم ستعيش بين محبيه وعارفي فضله أمداً طويلاً، يتذكرونه فيترحمون عليه ويدعون له بالمغفرة.. اسأل الله أن ينزل على قبره شآبيب الرحمة والرضوان وأن يبارك في أبنائه وأن يعوضهم خيراً، وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب قريب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*وكيل وزارة الحج
المدينة 1433/4/19هـ