غرفة مكة إلى أين ؟

قبل أن تفسر كلماتي بمعان مختلفة وتجير أحرفي بعبارات مغايرة لواقع مشاهد وأعمال تذكر فتشكر أقول إن بين الأسطر كلمات ووسط الأحرف معان لوقائع وأحداث عادة ما يسعى الصحفي محررا كان أو كاتبا لإظهارها لا رغبة في الإثارة أو الظهور الإعلامي كما يحلو للبعض قوله بقدر ماهي رغبة في الإصلاح ونقل صورة عن معاناة أو حادثة أو قضية لتكون واضحة أمام الرأي العام .


وفي العمل الصحفي الذي قضيت فيه جل حياتي وجدت أن بعضا من المسؤولين يرون أن الصحافة رسالة وأمانة ينبغي أن تنقل السلبيات لتتضح الصورة الحقيقية عن التقاعس والايجابيات ليظهر عمل الجهة والخدمة المقدمة للمواطنين .


وفي المقابل هناك مسؤولون يرون أن الصحافة مجرد وسيلة إعلامية ينبغي أن تشيد وتنوه وتشكر المسؤول لما قدمه من أعمال لا وجود لها وتغض الطرف عن السلبيات !


وما جعلني أعرج للحديث بهذه المقدمة عدة مواقف عشتها مع مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة البعض منها تناول شكرا وتقديرا على أعمال قدمت والبعض الآخر تناول نقدا أدخلني في حوارات متعددة مع أعضاء المجلس ومنهم نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ / زياد فارسي الذي لم تحجبني علاقتي به عن توجيه نقدي للغرفة في أحد اجتماعات الجمعية العمومية فظن البعض حينها أن علاقتي به وبأعضاء المجلس قد انتهت وإنهم سيسعون لتجاهل دعوتي في أي مناسبة أو اجتماع للغرفة رغم انتسابي لها .


لكن الكبير يبقى كبيرا فلم أر غضباً أصاب أخي زياد أو تذمراً من رئيس وأعضاء المجلس مني بل كانت كلماتي محل اهتمام مجلس الإدارة فسارعوا إلى فتح حوار مباشر معي وأقنعني أخي زياد بوجهة نظره وطرحت وجهة نظري .
وقبيل موسم حج العام الماضي 1432 هـ حينما أقمت بحضور رئيس البعثة الطبية التركية وعدد من مسوؤلي البعثة الإدارية حفل استقبال وترحيب لأول فوج من حجاج تركيا يصل إلى مكة المكرمة ورغبة مني في إبراز الأدوار التي يقوم بها أبناء مكة المكرمة رجالا ونساء في استقبال الحجاج شاركت مجموعة من حرفيات مكة المكرمة المنتميات للغرفة ضمن من شاركوا في الحفل فابرزن مالديهن من صناعات تقليدية أمام الحجاج لا رغبة في البيع بقدر ما هي خطوة لإبراز دور المرأة المكية في خدمة الحجيج .


وكان بين الحضور الأستاذ / زياد فارسي الذي قال كلمة لن أنساها “ إن غرفة مكة في خدمتك وخدمة كل من يسعى لإظهار دور أبناء مكة المكرمة في خدمة الحجاج فلماذا لم تطلب منا تدعيمك ومساعدتك في هذا الحفل ؟ “.
وقد أكبرت حينها كلماته وأدركت أن هناك أناساً متطوعين يعملون في مؤسسات خدمية لا بحثا عن مكافأة مالية لتفرغ كلي أو جزئي بل لخدمة مجتمعهم فالمال الذي يتغنى به البعض لديهم أضعاف ما سيحصلون عليه لو طلبوا ذلك والوجاهة الاجتماعية أمامهم مفتوحة على مصراعيها .


وقد فوجئت قبل أيام بخطوة جديدة وجيدة قامت بها الغرفة لخدمة منتسبيها من التجار والصناع حينما جعلت فترة عمل إدارة الاشتراكات والتصاديق من الساعة 7.30 صباحا حتى 11.00 ليلا رغبة في إيصال الخدمات للمنتسبين بشكل سريع وجيد وساعات عمل طويلة .


وحينما حادثت أمين عام الغرفة الأستاذ / عدنان شفي شاكرا لهذه الخطوة التي أراحتنا كمنتسبين جاء رده قائلا : “ انه ليس بالعمل الذي نصبو إليه لكنها خطوة أولى لخطوات قادمة ولم يكن من فكر مجلس الإدارة ولا الأمين العام لكنه جاء نتيجة طبيعية لأفكار وحوارات ومناقشات فتحت مع منتسبي الغرفة من تجار وصناع ولم نغفل دور موظفي الغرفة الذين طرحوا هم أيضا مالديهم من خلال الحوارات واللقاءات التشاوريه “ .


ومثل هذه الخطوة التي تشكر عليها الغرفة تدعونا للتفاؤل بخطوات جيدة لخدمة تجار مكة المكرمة وصناعها خاصة وأن مجلس الإدارة ليس متسيداً للرأي والأمين العام ليس منعزلا عن الآخرين .

وأملنا أن يدرك العاملون بالمؤسسات الخدمية سواء كانوا متطوعين بدون آجر كأعضاء الغرف التجارية الصناعية والأندية الأدبية والرياضية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني أو الحاصلين على مكافآت مالية شهرية بغياب واضح لذلك. فإن العمل الخدمي تظهر نتائجه سريعة ويسجل بشرف في سجل العطاء .