مخططات الدكتور برهمين!

 

سرني جداً تجاوب الأخ الدكتور المهندس سامي برهمين الأمين العام للهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة مع ما كتبته في جريدة عكاظ حول عدم وجود مخطط معتمد لمدينة مكة المكرمة يهتدي به سكانها عند تعاملهم مع عقاراتها بناء واستئجاراً فلا يفاجأون بعمليات الإزالة والهدميات بين الفينة والأخرى، سرني تجاوب سعادته الذي نشر بعدد الجريدة الصادر يوم الأربعاء 1433/2/24هـ لأن رده طمأنني وطمأن الأهالي على أن أم القرى حظيت بثلاثة مخططات شاملة كاملة أولها حسب ما جاء في رده وضع عام 1419هـ وأطلق عليه اسم: المخطط الهيكلي لمكة المكرمة والثاني وضع عام 1431هـ وأطلق عليه اسم: المخطط الاستراتيجي لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والثالث أطلق عليه اسم المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهو المخطط الذي لم يزل تحت الدراسة المتأنية وينتظر الاعتماد الأخير من الجهات المختصة!

وقد تريثت في التعقيب على رد الدكتور برهمين وعلى ما ذكره في رده المؤكد لوجود ثلاثة مخططات متنوعة لمكة المكرمة وليس مخططاً واحداً حسب مطالبتي، لأن هذه المخططات الثلاثة على حسنها وأهميتها ما زادتني إلا حيرة وتساؤلاً وما زادت المسألة برمتها إلا غموضاً، فما هي فائدة وجود ثلاثة مخططات كل واحد منها حسن الطلعة بهي المحيا ينطبق عليها قول الشاعر:
فلو كان حسناً واحداً لوصفته ولكنه حسن وثان وثالث!

إذا كانت المحصلة النهائية للأمر أن أياً منها لم يصبح مخططاً عاماً معتمدا لدى جميع الجهات المختصة، ولذلك لاعجب أن يستمر الحديث بين الناس عن الهدميات المفاجئة بالنسبة لهم وإن كان بعضها معلوماً عند المنفذين، مع العلم أن العاصمة المقدسة قد شهدت عشرات الاجتهادات لوضع مخطط عام للمدينة المقدسة منذ عهد شركة «واطسون» قبل نصف قرن وما بعده من اجتهادات ولكنها جميعها لم تحل دون قيام عشرات الأحياء العشوائية والمخططات المتخبطة، فما الذي يحول دون اعتماد مخطط عام شامل استراتيجي هيكلي لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وعرض المخطط على لوحات كبيرة في أهم الميادين والشوارع وتزويد جميع المكاتب الهندسية والعقارية وعمد الأحياء بصورة معتمدة منه ونشره في جميع الوسائل والالتزام به فلا يخرج أحد عنه قيد أنملة ما الذي يمنع حصول هذا.. ؟! ولسعادة الدكتور برهين شكري وتقديري على رده المفحم!

عكاظ 1433/3/21هـ