عـدل مـكـة

كتبت عدة مقالات عن الأوضاع في كتابة العدل الأولى بمكة المكرمة من ناحية سوء اختيار موقع المبنى، فهو في طلعة ذات مشقة كبيرة وبخاصة كبار السن والنساء وحتى نحن الشباب نعاني من صعود تلك الطلعة، فلقد ذهبت إلى كتابة العدل الأولى لعمل إجراء هناك فوجدت أننا أكثر من 200 مراجع تقريباً ننتظر تحويلنا، وذلك في يوم الأحد 21/2/1433هـ. وليس هناك إلا مدير الإدارة فقط هو من يحول وليس هناك كراسي كافية للجلوس.

والكثير من الكتاب مجازون والعمل بطيء للغاية، ووجدت رجلا مريضا مع زوجته يجلس ومعه أجهزة طبية في أنفه ومتصلة بفيش كهرباء فذهبت للرئيس بالنيابة الشيخ إبراهيم الزهراني ذي الأخلاق الفاضلة وطلبت منه أن يأتي معي لمشاهدة هذا المنظر المؤلم.

وكان الشيخ إبراهيم الزهراني رجلا فاضل ونبيلا حيث أخذ صك ذلك الرجل وأحاله إلى مكتبه وأنجزه بسرعة.

وحتى الآن كتابة العدل الأولى لم تتطور ولم يدخل لها الحاسب الآلي وهذا يعطل المئات من نقل الملكيات وغيرها.

والموظفون عليهم ضغط رهيب ومزعج لهم. فلا راحة لهم. يفترض أن يعطوا مزايا مالية تحفزهم على سرعة الإنجاز. فالأعمال فوق طاقتهم. ونقص حاد في موظفي السجلات الذين يراجعون الصكوك. وتسليمها يصل إلى أكثر من شهر وربما أكثر.

والكراسي قليلة، وأماكن انتظار النساء قليلة. والحل هو إيجاد موقع بديل وعاجل في حي بطحاء قريش أو مخطط النسيم، فهذه المواقع بها عمائر كبيرة وليس بها ازدحام سكاني. والحل الصحيح هو بناء مجمع عاجل يجمع كل إدارات كتابة العدل.

يفترض أن يعطى كل الموظفين خارج وقت الدوام على مدار العام لإنجاز المعاملات المتراكمة. كما لا بد من إعطائهم بدلات مناسبة فهم يستحقون كل تقدير واهتمام. ولا بد أن يعمل لهم بدلات مناسبة ومغرية حتى لا يقعوا في سلوك الحرام. وضم وظائف كتاب العدل إلى كادر القضاء للاستفادة من مزاياه. ولفت نظري تغير الصورة السابقة عن كتاب العدل، فاليوم تجد أمامك شبابا من الشيوخ مثل اليحيي والجعيد والصعب أصحاب ابتسامة وخلق.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 1433/3/15هـ