يا ابا هلال لم أشعر وانت تحدثني هاتفياً مساء الجمعة التي سبقت رحيلك "يوم الثلاثاء" 8 - 3 وأنت تسألني عن احوال ابنتي واستعدادنا للسفر وتدعو لها وتطلب ان ازودك بهاتف احد اقارب صديقنا الاستاذ محمد نور ابو لبن الذي سبقك بأيام لتقدم العزاء لهم..

لم أكن اعلم انها المكالمة "الأخيرة" بل لم اشعر أنك "تودعنا" الا عندما افقت من نومي صباح الثلاثاء ووجدت رسائل من أصدقائك والاستاذ فاروق بنجر والاستاذ سمير ابو الشامات ينقلون لي "مغادرتك".. بكيت يا ابا هلال لانك غادرت ونحن بعيدون بعد ان كنا نلتقي دائماً وعلى مدى اربعة عقود.. بعد ان كانت اتصالاتنا لا تتأخر عن اسبوع أو عشرة ايام على الأكثر خاصة بعد ان انتقلت الى جدة كان لقائي الأخير بك في نهاية العام المنصرم واستمرت الهواتف بيننا.. تذكرت يا حسين كل الذكريات في "المعابدة" وفي سنوات العمل التربوي التي كنا نلتقي فيها دائما وفي العمل "الصحفي" وكل ما قدمته في المجالين التربوي والاعلامي.

تذكرت احاديثك وتعليقاتك.. وتذكرت زيارتك الاخيرة لنا في شهر رمضان الماضي وتذكرت رحلاتنا الى "القاهرة" ولقاءاتنا في المركز الاعلامي مع الصديق فيصل عراقي يرحمه الله.. تذكرت وفاءك مع اصدقائك ورسائلك بالجوال واستقبالك لنا بابتسامتك عندما نحضر الى الاثنينية وترحيبك باصدقائك وزملائك اهالي مكة المكرمة.. تذكرت ارتباطك بحي "المعابدة" وتذكرت مؤلفاتك وتذكرت عطفك على ابنائك واهتمامك بهم ومتابعة مستقبلهم هلال - نزار - صلاح واخوانهم.. كنت اتمنى ان اكون في مكة المكرمة لأراك ولكنها ارادة الله.. لأحضر مع ابنائك واسرتك واتلقى العزاء فيك معهم ولكنك غادرت بعد رحلتي بأيام قليلة.. من الأحد - الثلاثاء يومان فقط يا ابا هلال وصوتك لازلت اسمعه يتردد.. مع السلامة تعودوا بخير اي خدمة يا أبا محمد..كل الناس يبكونك اسرتك وزملاء العمل التربوي وزملاء الاعلام واصدقاءك في عملك لدى الوجيه الشيخ عبدالمقصود خوجة وجيرانك وكل الناس.. الى اللقاء يا حسين في جنة الخلد وان يغفر الله لك ويسامحك ويجازيك بما قدمته في دنياك..والى اللقاء في رحمة الله وعطفه وكرمه مع من سبقوك الاخوة عدنان باديب - هاني فيروزي - محمد نور ابو لبن وغيرهم وداعا يا حسين يا اعز الاصدقاء.

البلاد 1433/3/11هـ