حوقلة وحسبلة!

وجد بعض أصحاب الدكاكين في أم القرى أنفسهم مجبرين على نقل محلاتهم التجارية من موقع إلى آخر فكلما هدم عقار يقع فيه محلهم التجاري سعوا إلى استئجار محل آخر بعد الموقع الذي حصلت فيه الهدميات والإزالة لصالح مشاريع التطوير، فلا يستقر بهم حال حتى يفاجأوا بعد فترة وجيزة من الزمن أن الموقع الجديد الذي استأجروه سيزال هو الآخر للسبب نفسه، ومعظم أصحاب تلك المحلات مواطنون يعتمدون في مصدر رزقهم على ثمرات محلاتهم التجارية وبعضهم يكون نشاطه التجاري مرتبطاً بحركة الحج والعمرة، فيستأجر في المنطقة المركزية وقد يدفع مقابل «نقل قدم» يقدمه لمستأجر كان في المحل قبله مبلغ نصف مليون ريال مقابل قيامه بإخلاء المحل لصالحه، وذلك بعد الاتفاق مع مالك العقار على قيمة الإيجار السنوي، وهو يفعل ذلك لرغبته في عدم مغادرة المنطقة التي مارس فيها تجارته ونشاطه لسنوات طويلة، فإن اجتاحت الهدميات والإزالة الموقع الجديد فإن أول ما سيخسره هو ما دفعه للمستأجر السابق من «نقل قدم» لأنه كان يظن أن الموقع الجديد لن يزال إلا بعد خمس أو عشر سنوات على الأقل ولذلك دفع فيه نقل قدم بمئات الآلاف من الريالات وقد بني على أساس أن الجهات المختصة لديها خطط وبرامج محددة ومتدرجة ومعلنة وواضحة لتنفيذ المشاريع الحضارية، ما حصل على أرض الواقع هو أن العديد من المشاريع يعلن عنها فجأة فإن كان مخططاً لها منذ سنوات طويلة وتوقيت تنفيذها محدد من قبل فلماذا لم يعلن عنها ضمن خطة عشرية واضحة المعالم حتى لا يتورط التجار أو السكان في استئجار عقارات معرضة للإزالة أو يبني صاحب أرض عمارة أو سوقاً تجارية معرضة للإزالة أما إذا كانت المشاريع طارئة وغير مخطط لها قبل مدة كافية وغير مرتبطة بتصور فني عام للمدينة ولذلك لم تتمكن جهات الاختصاص من الإعلان لأنها غير مبرمجة فإن الموقف عندها يستحق الحوقلة والحسبلة والدعاء!

 

جريدة عكاظ - 2 /3/ 1433هـ .