أليست مكة أهلا لتكريم أبنائها المتميزين ؟

في أوائل عهد معالي وزير الحج ـ الأسبق ـ الدكتور محمود بن محمد سفر وتحديدا في عام 1416 هـ برزت فكرة إقامة حفل لتكريم المتميزين من منسوبي مؤسسات أرباب الطوائف “ المطوفون ـ الوكلاء ـ الادلاء ـ الزمازمة “ وفقا لمعايير وأسس محددة من قبل وزارة الحج ومؤسسات أرباب الطوائف وكان التكريم حينها يتضمن إضافة لمنسوبي مؤسسات أرباب الطوائف تكريم موظفي وزارة الحج المحالين للتقاعد كوفاء لسنوات عملهم التي قضوها في الوزارة .

وكان من بين المكرمين البعض من أصحاب مؤسسات حجاج الداخل الذين ساهموا بشكل فاعل في خدمة حجاج الداخل ولم يكن الهدف من التكريم منح المتميزين شهادات شكر وتقدير ودروع تذكارية بقدر ما كان يستهدف زرع روح المنافسة الشريفة بين العاملين في خدمات الحجاج بكافة المؤسسات دون استثناء .

وكان الاحتفال حينها يقام بشكل سنوي بقاعة التضامن الإسلامي بفندق مكة أنتركونتننتال عقب موسم الحج وظل كعادة حسنة تسير عليها وزارة الحج كل عام حتى جاء عهد معالي الأستاذ / إياد بن أمين مدني الذي رأى من خلال موقعه كوزير للحج اقتصار التكريم على منسوبي مؤسسات أرباب الطوائف “ المطوفون ـ الوكلاء ـ الادلاء ـ الزمازمة “ وكلفت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بتكاليف الحفل ومسؤولية تنظيمه وإعداده.


فاستبعدت مؤسسات حجاج الداخل من التكريم وتولت وزارة الحج تكريم موظفيها المحالين للتقاعد بطريقتها الخاصة .

وفي عهد معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام فارسي انتقل موقع تكريم المتميزين من منسوبي مؤسسات أرباب الطوائف من مكة المكرمة إلى جدة وقيل حينها إن السبب في ذلك عائد إلى عدم وجود قاعة احتفالات قادرة على استيعاب المكرمين والضيوف بعد أن دخل فندق مكة أنتركونتننتال إلى مرحلة الصيانة .

وقبل أيام نشرت إحدى الصحف المحلية خبر قيام الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف في الثامن من شهر ربيع الأول المقبل إقامة الحفل السنوي التكريمي للمتميزين والمتميزات من مؤسسات أرباب الطوائف الذين أسهموا في نجاح موسم حج العام الماضي 1432هـ برعاية وزير الحج الدكتور بندر حجار وذلك بقاعة ليلتي بمحافظة جدة !.

ولانعرف حتى الآن سبب إصرار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف على إقامة الحفل بمحافظة جدة رغم أن مكة المكرمة تضم حاليا مجموعة من القاعات الكبرى بفنادقها ومنها “ برج الساعة “ إضافة إلى صالات جيدة للمناسبات !.

كما وأن بمكة المكرمة ست من مؤسسات الطوافة ومكتب للزمازمة في حين أن في محافظة جدة لايوجد بها سوى مكتب الوكلاء الموحد !.

فهل مكة المكرمة حتى الآن غير قادرة على توفير موقع مناسب لإقامة حفل تكريم لأبنائها المتميزين في خدمة حجاج بيت الله الحرام ؟.

نأمل أن يكون التكريم كما أوضح رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف الأستاذ عبدالواحد بن برهان سيف الدين من منطلق حرص الهيئة على مكافأة كل من أسهم بالعمل الجاد والمخلص والمتميز من المطوفين والأدلاء والوكلاء والزمازمة لتقديم خدمات مثلى لضيوف الرحمن.

أمنيتي أولا أن يكون التكريم في مكة المكرمة فهي أحق بأبنائها والحج في مكة المكرمة وأكثر من ساهموا في خدمة الحجيج هم أبناء مكة المكرمة الذين قطعوا المسافات وتحملوا الصعاب من أجل خدمة الحجاج .
وأمنيتي الثانية أن ينال التكريم من يستحقه .

الندوة 1433/2/24هـ