يجب أن نتذكرهم

أعجبتني كلمات الباحث ناصر الحميدي عن الشيخ عبدالله الخليفي - رحمه الله - يقول كان الشيخ عبدالله الخليفي (رحمه الله) رجلاً متواضعاً لين الجانب له هيبة ووقار ، تميز بحسن صوته وجهوريته ، ومن أهم ما يتعلق بشخصيته أنه كان عطوفاً ، لين القلب ، رقيق العواطف لا يحتمل أن يرى الدموع ، خصوصاً دمعة اليتيم ، والمريض ، والعاجز ، فكانت دمعته تسبق كلامه ، وكان يتأثر في كثير من المواقف .. ومع كل هذا اللين ، وهذه الرقة فقد كان حازماً فيما يتعلق بأمور الدين ، وبعض المواقف التربوية التي يحرص عليها ، فقد كان يمتاز بصراحته المعهودة ، فهو لا يخشى في سبيل الحق لومة لائم.
ولا يخفى على من صلى خلف الشيخ عبدالله الخليفي (رحمه الله) مراعاته لظروف المصلين في عدم التطويل ، اضافة إلى خطبه التي كانت تعالج الأمور الوقتية ، وتتسم بالسلاسة ، وعدم الإطالة ، كما تتسم بإيصال الفكرة التي يريد أن يوصلها بطريقة مشوقة يرتاح لها الجميع دون ملل.


كما كان يتميز بالخشوع عند تلاوته للقرآن الكريم وخصوصاً أثناء الصلوات وعند الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل حتى أطلقوا عليه مبكي الملايين ، حيث كان كثير من المصلين خلفه يتأثرون بخشوعه وبكائه فيتباكون من خشية الله سبحانه وتعالى.


وقد عرف رحمه الله بالكرم وحب الخير ومساعدة الناس ، حيث كان بيته عامراً بالضيوف والزائرين. وكانوا يجلسون في ضيافته لعدة أيام وليال ، فيبذل الكثير من أجل راحتهم ، وفي موسم الحج يقيم مخيماً في منى على حسابه الخاص لمن أراد الحج من أقاربه وضيوفه للإقامة فيه حتى انتهاء الفريضة.


رسالة
هذه مكة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية هذه أم القرى يسطع نورها على أرجاء الكون ، فهي مدينة العلم والعلماء ومكان العلوم الشرعية.


أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي مع ذكر تاريخ الأئمة والأذان والمقامات في المسجد الحرام والإسلام ، كتاب ألفه الزميل الأستاذ عبدالله سعيد الزهراني وكتب مقدمته الدكتور عبدالملك بن دهيش وتحدث المؤلف بلمحة موجزة عن أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي وعن المؤذنين ، وتحدث أيضاً عن الإمامة والخطابة والصلاة منذ صدر الإسلام بالمسجد الحرام والمقامات التي كانت موجودة ، وذكر المؤلف المنابر وصفتها منذ بدأ الإسلام حتى تاريخنا الحالي.


الكتاب بكل كلماته يعرف الجيل الجديد الذي يفتقد إلى كثير من هذه المعلومات التاريخية ، فكما قال صوت الإمام في المسجد الحرام يشدني وتهزني قراءاته ابتداءً بالشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله وانتهاء بعصرنا هذا الذي شهد أكبر توسعة في تاريخ عمارة المسجد الحرام ، حتى أصبح المسجد الحرام يتسع لأكثر من مليوني مصل ، وهذا الإصدار يستحق الاشادة والقراءة فكل العلماء اجمعوا على أن مكة المكرمة هي أفضل بقاع الأرض ، فإليها تتجه أفئدة الناس ويقصدونها للحج والعمرة وبها المسجد الحرام أول مسجد وضع على الأرض والصلاة فيه بمائة ألف صلاة وبه الكعبة المشرفة ومقام إبراهيم وزمزم والحطيم.

الندوة 1433/2/14هـ