السيارات التالفة لا تزال واقفة؟!
السيارات التالفة لا تزال واقفة؟!
يوجد في حي الخالدية رقم واحد بالعاصمة المقدسة وهو الحي الذي أسكن فيه ويعتبر من الأحياء الحديثة النشأة، ما يزيد على مائة سيارة خربة متوقفة في زوايا الحي بل وعلى حواف شوارعه، وقد مضى على وقوف بعضها أكثر من عامين وتراها وقد علاها الغبار وتكدست تحتها الأوساخ، حتى أصبحت في ظاهرها مسيئة للحي والصحة والبيئة والأمن. وما ذكرته عن حي الخالدية إنما هو نموذج صغير مما هو موجود في عشرات الأحياء والمخططات المكية، ولو قامت الجهات المختصة في الأمانة أو المرور أو الشرطة بجولة لمدة أسبوع لأحصت آلاف السيارات الواقفة على جنبات الطرق وفي الأزقة والبرحات، وبعضها يعيق الرؤية عن السيارة القادمة بالنسبة لمن يريد الخروج بسيارته من تقاطع أو اتجاه معاكس وقد تتسبب إعاقة الرؤية في حوادث مرورية بين السيارات. وبالسؤال عن أسباب إهمال وترك أصحاب تلك السيارات المهملة الواقفة لمدد طويلة لسياراتهم، لجاء الجواب بأن على بعضها غرامات مرورية أو رسوم تجديد للسيارة نفسها لو جمعت لزادت على القيمة المتوقعة للسيارة في حالة بيعها على حالتها المزرية، كما أن إصلاحها يحتاج إلى مبلغ كبير مع عدم ضمان ألا يظهر فيها خراب جديد، فهي مثل المريض الذي يعاني من عدة أمراض مزمنة كلما عولج مرض من أمراضه ثار مرض آخر حتى يوارى الثرى فيريح ويرتاح نسبيا. ولكن كل هذه المبررات غير مقبولة اجتماعيا وأمنيا ونظاميا لجعل أصحاب السيارات التالفة يتركونها لسنوات طويلة على شوارع الطرق والأزقة وفي الأراضي البيضاء الحكومية أو المملوكة، بل لا بد من حل.. والحل موجود، وهو أن تقوم جهة الاختصاص سواء كانت الأمانة أو المرور أو غيرها بالتعاقد مع شركة أو مؤسسة وطنية لها نشاط في مجال بيع الحديد «السكراب» لتقوم بوضع عبارة: «تالفة تصادر خلال شهر من تاريخه» فإذا لم يقم صاحب السيارة بسحبها من الشارع خلال المهلة تتم مصادرتها ومراجعة المرور لمعرفة ما عليها من رسوم وجزاءات لم تسدد لتقوم الشركة المتعهدة بتسديد تلك الرسوم مقابل بيع السيارة لصالحها للتشليح أو ضغطها لتصبح حديد سكراب، مع تسليم لوحتها للمرور لإسقاطها من قائمة اللوحات السارية المفعول. وإن احتاج مثل هذا الأمر لموافقة وزارة الداخلية فيرفع لها ليكون مثل هذا الإجراء على مستوى جميع المدن والمحافظات.. المهم ألا تظل مثل هذه السيارات الشائهة المشوهة للشوارع في أماكنها المظلمة وبمظاهرها المزرية لما في ذلك من أخطار أمنية وبيئية لا تخفى على أحد!
جريدة عكاظ - 30 /1/ 1433هـ