إنما الأعمال بالنيات
إنما الأعمال بالنيات
توجد في منطقة مكة التي تشمل مدينة مكة المكرمة ومحافظات جدة والطائف والليث والقنفذة وغيرها، توجد فيها آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ولكن مدرسة واحدة هي مدرسة الفلاح ممثلة في قسمها الابتدائي فازت بالجائزة الأولى على مستوى المنطقة وهي جائزة التميز في مجال التعليم تاركة خلفها مدارس الزبرقة مشغولة بالمزيد من الدعاية الفجة التي لا تحقق لها أي جوائز ذات قيمة في مجال التربية والتعليم!
وقد تمعنت في هذا الأمر فخلصت إلى عدة نتائج من أهمها أنه ينطبق على مدارس الفلاح بشكل إيجابي الحديث النبوي القائل: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). فقد كانت نوايا آل زينل رضا عندما أنشأوا مدارس الفلاح في الحجاز قبل العهد السعودي وفي غيره من البلدان نوايا طيبة مخلصة فبارك الله في مدارسهم وأبقاها ونماها حتى تجاوز عمرها مائة عام ولم يزل عطاؤها مستمرا وثمراتها يانعة وكم خرجت من أفذاذ الرجال من علماء وفقهاء ووزراء وأدباء وشعراء وأطباء ورجال إعلام وأعمال ومجتمع، وكلهم فخورون بكونهم «فلاحيين» من فرعها في جدة أو في مكة المكرمة.
وحدثني من أثق فيه أن أجداد آل زينل وكانوا من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي في العالم منوا ذات مرة بخسارة فادحة في تجارتهم بعد أن غزا اليابانيون العالم بتجارة اللؤلؤ الصناعي حتى ضاقت عليهم الأحوال وكادوا يعجزون عن تدبير مصاريف مؤسساتهم الخيرية ومنها مدارس الفلاح الموجودة في الهند والبحرين والحجاز، وكان لدى زوج عميدهم كمية من المجوهرات فأصرت على أن تباع جميعها وتنفق على المدارس ثم لم تلبث أحوالهم أن عادت إلى الانفراج فاستمروا في إنفاقهم السخي على أعمال الخير ومنها مدارس الفلاح فاستمر عطاؤها كل هذه العقود من الزمن بما عقدوه من نية صالحة طيبة منهم، لم ينشئوا مدارسهم من أجل نيل سمعة وجلب شهرة أو لكي يقبلوا فيها أبناء الذوات ويوثقوا علاقتهم بهم من أجل تحقيق منافع مادية ودنيوية، ولم يفعلوا ذلك لكسب المديح والثناء أو لكي يقال لهم إنهم من أهل الخير والبر بل فعلوا ذلك طلبا للأجر وابتغاء ما عند الله، وها هم يتوسدون الثرى وقد رحلوا عن هذه الدنيا الفانية ولكن الفلاح بقيت صالحة فالحة، وقدمت للوطن صالحين فالحين دون زبرقة ولا طنين!
وقد تمعنت في هذا الأمر فخلصت إلى عدة نتائج من أهمها أنه ينطبق على مدارس الفلاح بشكل إيجابي الحديث النبوي القائل: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى). فقد كانت نوايا آل زينل رضا عندما أنشأوا مدارس الفلاح في الحجاز قبل العهد السعودي وفي غيره من البلدان نوايا طيبة مخلصة فبارك الله في مدارسهم وأبقاها ونماها حتى تجاوز عمرها مائة عام ولم يزل عطاؤها مستمرا وثمراتها يانعة وكم خرجت من أفذاذ الرجال من علماء وفقهاء ووزراء وأدباء وشعراء وأطباء ورجال إعلام وأعمال ومجتمع، وكلهم فخورون بكونهم «فلاحيين» من فرعها في جدة أو في مكة المكرمة.
وحدثني من أثق فيه أن أجداد آل زينل وكانوا من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي في العالم منوا ذات مرة بخسارة فادحة في تجارتهم بعد أن غزا اليابانيون العالم بتجارة اللؤلؤ الصناعي حتى ضاقت عليهم الأحوال وكادوا يعجزون عن تدبير مصاريف مؤسساتهم الخيرية ومنها مدارس الفلاح الموجودة في الهند والبحرين والحجاز، وكان لدى زوج عميدهم كمية من المجوهرات فأصرت على أن تباع جميعها وتنفق على المدارس ثم لم تلبث أحوالهم أن عادت إلى الانفراج فاستمروا في إنفاقهم السخي على أعمال الخير ومنها مدارس الفلاح فاستمر عطاؤها كل هذه العقود من الزمن بما عقدوه من نية صالحة طيبة منهم، لم ينشئوا مدارسهم من أجل نيل سمعة وجلب شهرة أو لكي يقبلوا فيها أبناء الذوات ويوثقوا علاقتهم بهم من أجل تحقيق منافع مادية ودنيوية، ولم يفعلوا ذلك لكسب المديح والثناء أو لكي يقال لهم إنهم من أهل الخير والبر بل فعلوا ذلك طلبا للأجر وابتغاء ما عند الله، وها هم يتوسدون الثرى وقد رحلوا عن هذه الدنيا الفانية ولكن الفلاح بقيت صالحة فالحة، وقدمت للوطن صالحين فالحين دون زبرقة ولا طنين!
جريدة عكاظ - 18 / 1 / 1433هـ