أنا والوحدة !
فجأة.. وجدت نفسي عضوا في نادي الوحدة بعد أن أنزل بفعل فعلة من الدوري الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى.. ورأى بعض الأصدقاء اسمي ضمن المجموعة التي يرأسها الرمز الرياضي الكبير الأستاذ علي داود فتعجبوا من أمري وقال بعضهم: «بعد أن شاب ودوه الكتاب» ولهم الحق في ذلك؛ لأن علاقتي بالرياضة والأندية على مدى نحو نصف قرن كانت على طريقة : «الله يسعدهم ويبعدهم»، ولم أحضر في حياتي مباراة إلا مرة واحدة في «ساحة إسلام» وكان عمري آنذاك ستة عشر عاما وكانت بين الأهلي والوحدة وحصل في تلك المباراة قيام بعض مشجعي الوحدة الذين كانوا يجلسون بجواري، برشق حارس الأهلي بالقوارير الفارغة والأحذية المقطعة، فاستغاث برجال الشرطة وكان يحضر تلك المباراة مدير عام رعاية الشباب في وزارة العمل الأمير خالد الفيصل، فجاء إلى موقع الرماة وفهم من بعض رجال الشرطة أن القذائف انطلقت من جهة معينة فأمر بالقبض على من كان في تلك الجهة فانحسر الرماة من حولي وكأنهم فص ملح ذاب في الماء ولم يبق على المدرج سواي ورجل سمين أحمر الوجه لقبه «البروصة» فقبض عليه وحده وتركت ربما لصغر سني وتوقف اللعب برهة ثم أطلق سراح المقبوض عليه بعطف من الأمير خالد واستؤنفت المباراة، ولما أبلغت الوالد بما حصل زجرني وقال لي: الحمد لله على السلامة لا تعد لمثلها أبدا وهذا ما كان!.
فإذا تعجب أحد من كوني أصبحت عضوا في نادي الوحدة فإن التعجب في محله، أما سبب قبولي للعضوية فهو أن الأستاذ علي داود عبر لي عن رغبته الشديدة في ضم اسمي لمجلسه وأن من رشحني لذلك هو إنسان عزيز علي فلم أستطع المقاومة ولكنني أبلغته أنه ربما استسمن ذا ورم!، ومع ذلك فقد وعدته بالإسهام في خدمة النادي ولو عن «بعد» وبقدر المستطاع فقبل شرطي مشكورا وقدرت له قبوله مسرورا !.
والحقيقة أنني أعتبر قبول الأستاذ داود لهذه المهمة الصعبة وهي قيادة النادي في هذه المرحلة بعد أن أوصل إلى الحضيض، تضحية منه للنادي الذي رعاه في فتوته وشبابه ووضعه على أولى درجات سلم المجد، كما أن وجود داعم كبير في حجم الوجيه الشيخ صالح كامل سوف يسهم بإذن الله في نجاح مهمة مجلس الإدارة، ولكن العمل أمام الجميع كبير وستكون أول خطوات النجاح إعادة الطريق إلى دوري الأضواء الكاشفة ولكنه نجاح لن يطفئ ظمأ محبي النادي وحلمهم في عودته لتحقيق البطولات وصعود المنصات وحسبهم أنهم مازالوا أوفياء له يرتادون من أجله المدرجات !!.
عكاظ 1433/1/5هـ