الآثار بين الواقع والمأمول «2»


ما ذكرته أمس عن مكة المكرمة وضرورة المحافظة على آثارها ينطبق تماماً على المدينة المنورة فليس هناك مدينة منورة على وجه الارض غير هذه المدينة التي شهدت ترسيخ الرسالة وانتشارها وعلى ثراها خطا خطواته الواثقة نحو ارشاد الأمة واسعادها، وترك تلك الاثار التي كانت مكان اهتمام حيث تركزت بصمات التاريخ عليها فهذه الاماكن التي جرت فيها فصول من التاريخ اكبر شاهد على ذلك فهذا جبل أحد الذي شهد احد المعارك المهمة فيه وبجانبه جبل "الرماة" الذي كان بمثابة "الثغرة" التي نفذ منها اهل "الشرك" لقلب ميزانية المعركة لهم هذا الجبل او الذي تحول الى "جبيل" بفعل التعرية كما يبدو ويخشى ان يزول تماماً مع قادم الايام، وهل ننسى معركة "الخندق" او الاحزاب اين موقعه الآن فلولا وجود المساجد السبعة وبالذات مسجد الفتح لضاع موقعه الذي تحول الى عمارات واحياء. ان كثيراً من الاماكن التي خطتها وسجلتها لنا سطور التاريخ في الكتب أصبحت ليس لها وجود في الواقع المعاش، اين مواقع حصون "اليهود" الذين حاصرهم الرسول صلوات الله عليه بعد هزيمة الاحزاب اين اطامهم، بل ان بعض الاماكن الحديثة مثل مكتبة عارف حكمة : وحمام طيبة والتكية المصرية وبعض البيوت التي شهدت احداثاً وزواراً لهم شأنهم كبيت الخريجي مثلا والتي كان المؤمل المحافظة عليها لم يحدث ذلك ان بيوتاً تكاد تكون تاريخية ازيلت تحت عجلة التحديث التي أخفت كثيراً من تلك الاماكن.
وغداً نواصل

البلاد 1433/1/2هـ