مكة وشركة المياه
فجأة وبدون مقدمات هبطت علينا شركة للمياه، وقامت الشركة بأعمال عشوائية وبدائية حيث قامت بوضع أرقام سوداء على بيوتنا وبخط سيئ وغير منظم. أساء لمنظر أسوارنا. وفجأة مرة ثانية هبطت علينا بقرارات من عندها وهي تطبق نظاما جديدا استطيع أن أسميه.. «ساهر المياه».. حيث يدور مندوبون لها ويصورون حراس العمائر والبيوت ثم يعطون مخالفة بمائتي ريال لمن صدر من منزله ماء. أليس من الأجدر على الشركة. أن تكتب أرقام العمائر والفلل على لوحات منظمة وجميلة ثم تضعها على الأسوار. وذلك من الغرامات التي سوف تدفع.
أنا وغيري كلنا حريصون على المحافظة على المياه وهي ثروة وطنية يجب المحافظة عليها. ولكن كان يفترض على الشركة المذكورة أن تقوم بحملة دعائية وتوعوية في الإعلام وتنشر القرارات التي تعتمد عليها في إصدار رسوم المخالفات. ولا أعلم هل وافق مجلس الشورى ومجلس الوزراء على هذا القرارات لهذه الشركة والتي أصبحت قناة جباية جديدة. لا يعرف المواطن عنها أي شيء سوى تسديد رسوم مخالفات.
ونقول لمن في وزارة المياه والكهرباء، أليس للمواطن حقوق يجب أن يمارسها ويعرفها فأين حق المواطن في كل إجراءات هذه الشركة.
وعلى أي أساس تضاعف المخالفة إلى أضعاف كبيرة في حالة عدم التسديد الفوري، ثم قفل الماء عن المواطن. وماذا قدمت هذه الشركة للمواطن في مكة المكرمة بالذات عندما تنقطع عنا الماء لأسابيع ونقوم بشراء الوايتات بآلاف الريالات. فأين حق المواطن في كل هذا.
الشركة تريد ان تكسب فقط.
أتمنى من وزير المياه والكهرباء ورئيس مجلس إدارة هذه الشركة الجديدة أن يتفضلا مشكورين لتعميد الجهات المختصة لديهم لشرح أوضاع وخلفيات هذه الشركة ومتى بدأت وكيف؟. وعلى ماذا استندت في طريقه التعامل مع المواطنين. ولا بد من نظام تعاقب به الشركة في حالة انقطاع الماء عنا لمدة أسبوع أو أكثر.
هذا حق لنا كمواطنين يجب أن نأخذه، ثم على الشركة أن تطبق الأنظمة بطريقة حضارية وإنسانية بعيدة عن العنف والتقريع والتوبيخ.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
عكاظ 1432/12/26هـ