مكة .. والمدينة في الكتاب المقدس
.. كثيرة هي الكتب التي تقذف بها المطابع للأسواق، لكن القليل منها هو الذي يجهد المؤلف في إعداده للنشر بمعلومات يستفيد منها القارىء من بعد جهل تام أو علم قليل.
وفي كتاب أهدانيه أخي الأستاذ هاشم عمر خياط اشتمل على دراسة وبحث غير مسبوق ــ كما أعتقد ــ أصدره كل من: عصام بن أحمد حسين مدير، والأستاذة الدكتورة ليلى بنت صالح محمد زعزوع، بعنوان:
مكة المكرمة والمدينة المنورة في «الكتاب المقدس».
وفي الكلمة التي قدم بها الباحثان كتابهما يقولان: ساهمت ثورة المعلومات ورقمنة وسائل الاتصال الحديثة (في فضاءات الإنترنت والبث المباشر ) في إثارة وتغذية حملات الإساءة إلى الدين الإسلامي ومقدساته ورموزه من قبل البعض من أفراد وجماعات وجهات؛ لتفتح الباب على مصراعيه لمشاركتهم في تأجيج الحرب الكلامية في وسائل الاعلام المختلفة.
وقد تجاوزت هذه الحملات المعادية للعالم الإسلامي سقفها الأعلى بعد الأحداث المتسارعة التي تحصل في العالم اليوم سياسيا واقتصاديا وحضاريا ... إلخ. فمن التمييز العنصري، والتهجم على القرآن الكريم، والسخرية من بعض الممارسات والشعائر الدينية، إلى التطاول على نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى مقدسات المسلمين وأماكن عبادتهم، وعلى الرغم من هذا كله وأكثر، لايزال هذا الدين رحمة للناس أجمعين، دخل قلوب الناس في مشارق الأرض ومغاربها، بما يحمله من مبادئ وقيم حقيقية سامية، سمت بالروح والنفس لأعلى المراتب، هذبت الإنسان لأفضل الأخلاق وأنبل الصفات.
نؤمن جميعا بأن الأمم والشعوب متمايزة في معتقداتها وثقافاتها، ويبقى الرابط المشترك بينهم في تعارفهم وتعاونهم على عمارة الأرض بما يحقق مصالح الجميع، في ظل القيم والمبادئ المشتركة كما أرادها الخالق سبحانه وتعالى.
تهدف هذه الدراسة العلمية الجغرافية إلى إظهار الحقائق والدلائل، على خلفية معرفية موسعة بنصوص أسفار اليهود والنصارى المقدسة، والتي جاء فيها فضل وقدسية مكة المكرمة وعظم شأن المدينة المنورة قبل ظهور الإسلام للعالمين على يد أشرف المرسلين وسيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وسلم، وتستند على تحليل دلالات المعنى والمكان في الكتب المقدسة لدى أهل الكتاب (العهد القديم والجديد)، مستخدمين فيها أسلوب التحليل والاستقراء لمضمون النص الديني الذي ورد في المزمور الرابع والثمانين من أسفار اليهود والنصارى، الذي حدد فيه موقع مكة المكرمة وموضعها وعناصر جغرافيتها الطبيعية والبشرية والتاريخية ومكانتها الدينية.
آيـــة : (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
وحديث : «المؤمنون مؤتمنون على أنسابهم».
شعر نابض :
دلت على عيبها الدنيا وصدقها
ما استرجع الدهر مما كان أعطاني
عكااظ 1432/12/18هـ