«قطار المشاعر» .. استثمار طوال العام

مشاريع مكة المكرمة ــ رعاها الله ــ كلها، مشاريع ذات تكلفة عالية، نظرا لقلة العرض وكثرة الطلب، أو لصغر المساحة وكثرة الأفراد، كما هو الحال في المشاعر المقدسة، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، تأتي تكلفة المشاريع العالية بسبب أن الدولة تحرص دائما على تقديم الأفضل والأكثر جودة في هذه المشاريع. والأمر الواقع يتحدث عن نفسه ولا يحتاج إلا لوقفة ــ ولو سريعة ــ على تلك المشاريع. قطار الحرمين، هو أحد تلك المشاريع التي كلفت الدولة ما يقارب (7) مليار ريال، حسب التقارير التي تم نشرها عن هذا المشروع، وهو بحق أحد أفضل المشاريع التي تم إنجازها في المشاعر المقدسة، وكلها مشاريع عملاقة ومبهرة.

وللأسف، إن هذا المشروع ــ أي قطار الحرمين ــ لا يعمل سوى لعدة أيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في العام الواحد، ويظل بقية أيام السنة مركونا في محطته لا يتحرك إلا من أجل الصيانة أو التجربة فقط. المطلوب هو أن يتم استثمار (قطار الحرمين) على مدار العام، وذلك عن طريق تمكين القطاع الخاص من استثماره خلال العام. أي أن يعطى لشركة استثمارية، تقوم بصيانته وتشغيله خلال العام، للرحلات الطلابية، وزوار بيت الله الحرام الراغبين في رؤية المشاعر المقدسة: عرفات ومنى ومزدلفة، حتى لو لم تكن فترة حج، وللأهالي والأفراد الراغبين أيضا في القيام بهذه الرحلة الجديدة عليهم في مكة المكرمة. وبهذا، يتم استثمار قطار الحرمين خلال العام كاملا، مع إلزام الشركة بصيانته صيانة دورية ومستمرة، وتسليمه خلال فترة الحج وهو بأفضل حالاته دون الحاجة لتجربته في رحلات فارغة تستهلك طاقة ووقتا وجهدا بلا داع.

رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تمكين القطاع الخاص من (قطار الحرمين) لاستثماره على طريقته خلال أيام العام كاملا، مع تسليمه للدولة خلال فترة الحج التي يستخدم فيها لخدمة ضيوف الرحمن ونقلهم بين المشاعر المقدسة.

عكاظ 1432/12/17هـ