لنحتفل بأهل مكة

لنحتفل بأهل مكة

محمد بن سليمان الأحيدب

كنت وما زلت أطالب بأن نكرم ونحتفي بكل من قام بعمل شاق أو إنساني أو خارق حتى لو كان من صميم عمله، طالبت بتكريم المواطن الذي أبعد صهريجا محترقا عن محطة وقود، وتكريم الشباب الذين أنقذوا الطالبات من الغرق في نفق السويدي بالرياض، وتكريم الأخ فرمان علي خان الذي أنقذ 14 نفسا من الغرق ثم قضى شهيدا ــ بإذن الله ــ وقدم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كعادته ــ حفظه الله ــ صورا عديدة من صور الامتنان لفرمان آخرها ولن تكون الأخيرة استضافة أسرته والتكفل بحجهم ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين، فالمملكة أهل لرواج ثقافة الامتنان والاحتفاء والاحتفال بكل من بذل جهدا كبيرا أو إيثارا أو تضحية، ويسعدني أن أرى وطني يطبق هذا المفهوم ويعنى بتلك الثقافة.
ما نغص علي ذلك الأمل واستفزني هو تصريح لوزارة الصحة ينفي نفيا قاطعا صرف راتب ونصف للعاملين من الصحة في الحج لا ممن هم من خارج مكة المكرمة ولا من هم من داخلها، فوزارة الصحة مؤخرا أصبحت لا تجيد لا التوقيت ولا التشجيع في تصريحاتها وذلك قصور إداري بحت، فالتصريح خرج في قمة بذل الجهد من أجل الحجاج وكان الأجدر إما تشجيع العاملين بتصريح مفرح أو على الأقل عدم التصريح بما يحبط!!، وحقيقة استغرب إصرار الصحة على الوقوف ضد بدلات الممارسين الصحيين والفنيين ووصول قضايا بدل العدوى للمحاكم مع أن الممارسين والفنيين أولى بالتشجيع من الإداريين الذين اتضح أنهم يحصلون على بدلات ضخمة فيها تجاوزات.
حسنة تصريح الصحة المحبط للعاملين في الحج أنه أوحى لي باقتراح أن نختتم كل موسم حج بتكريم كل من بذل جهدا في الحج سواء من الأفراد أو المؤسسات في احتفال رسمي نحتفل خلاله بكل أهل مكة ممن خدموا الحجيج، وأهل مكة هنا هم كل من خدم سواء من سكانها أو من خارجها، ومن قدم خدمة متميزة أو نادرة يكون له تكريم واحتفاء خاص خلال هذا الحفل، علنا نعوض من لم تشجعهم مؤسساتهم بالشكل المطلوب ونرسخ لثقافة التكريم للأحياء. 

 

جريدة عكاظ - 13 / 12 / 1432هـ .