تطوير نظام حجاج الداخل: مرة واحدة تكفي !!

تطوير نظام حجاج الداخل: مرة واحدة تكفي !!

أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم

يذكر بعض العلماء من أمثال فضيلة الشيخ علي الهاشمي مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لشؤون القضاء الشرعي أن هناك قاعدة فقهية تقول: (من أدى فرضه فليلزم أرضه)، هذه القاعدة تشير إلى أمرين مهمين، أولهما أن الحج فريضة وركن من أركان الإسلام يجب على كل مسلم عاقل بالغ مستطيع أن يؤديه على الفور وعدم التهاون في أمره لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أوحاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا) رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي، أما الأمر الثاني الذي تشير إليه القاعدة الفقهية فهو إعطاء الفرصة للغير لكي يحج حجة فرضه من خلال عدم تكرار الحج بلزوم الأرض.. إن فقه واقع ماعليه الحج من إقبال كبير بسبب تقدم المواصلات والطيران وكذا الإقبال على أداء الفريضة من العالم الإسلامي يجعلنا بل يوجب علينا أن نعيد النظر والدراسة فيما يخص نظام حجاج الداخل (مقيمين ومواطنين)، فلم يعد يكفي أن يكون الحج كل خمس سنوات بل يجب أن يطور إلى عشر سنوات وأن يكون هناك نظام لمؤسسات وحملات حجاج الداخل رقابي يحذر التلاعب والحد ما امكن من الذين يظنون أن دفعهم المالي فقط سيمكنهم من الحج كل عام كما أنه يجب عبر وسائل مختلفة نشر ثقافة مرة واحدة للحج تكفي وأن أي حج إضافي(تطوعي) هو في حقيقته ذهاب فرصة لصاحب حج أساسي (حج فريضة)، لقد ضبطت منظمة المؤتمر الإسلامي أعداد الحجاج القادمين من الخارج ومعظم الدول الإسلامية تمنح فرصة واحدة لكل فرد وقد شاهدت هذا النظام في ماليزيا عند زيارة الجهة المنظمة قبل سنوات وبقي على الجهات المنظمة في المملكة أن تحد نظاميا ورقابيا على المقيمين داخل المملكة ممن أخذ حظه وفرصته بأداء فريضة الحج بعدم تكراره أسوة بالقادمين من الخارج وينسحب الأمر على السعوديين خاصة إذا اشتد أمر الإقبال على الحج. إن اليوم ليس كذي قبل وولى زمن الحج المتكرر كل عام أو الحج الفائض ولحكمة ربانية فرض الحج مرة واحدة فقط، أما الزيادة فهو تطوع (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم). ومن طبيعة العمل التطوعي وشروطه الأساسية ألا يؤثر أو يؤذي الغير أو يكون على حساب الاخرين.

 

جريدة عكاظ - 3 / 12 / 1432هـ