مكة المكرمة تبكيك يا محمود

  خالد علي سابق

شهدت مقبرة المعلاة بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء الجمعة ليلة السبت 23ــ 24 ذي القعدة لعام 1432هـ جموعاً غفيرة من المشيعين لجنازة فقيد مكة المكرمة عمدة العمد الشيخ محمود بيطار عمدة حي الهجلة رحمه الله.
وكان يتقدم المعزين كبار رجال الدولة بمكة المكرمة من مدنيين وعسكريين وأصدقاء ومحبي الفقيد محمود بيطار، محمود الصفات، محمود الخلق، محمود النزاهة، محمود الصدق، محمود في عشقه لمكة المكرمة، محمود في مواساته للفقراء والأيتام والأرامل والمساكين، محمود في رعايته لحفظه كتاب الله، محمود في المنافحة عن تراث مكة المكرمة وأهلها الاخيار.
محمود في عشقه لصحيفة (الندوة)، محمود في عشقه لناديه الوحدة، حيث لم يمهله القدر لتحقيق طموحاته الكبيرة ، طموحاته العملية التي لا تعتمد على حكي المجالس بل تعتمد على الحب الصادق والبذل والعطاء حادثني رحمه الله هاتفياً قبل انتقاله للرفيق الاعلى بعدة أيام يشرح برامجه لانتشال الوحدة من الظلمة المصطنعة الى النور مع رفاقه في مجلس الادارة المكلف مؤخراً لادارة شؤون نادي الوحدة وكان رحمه الله يستشير الجمعية ويختار العاملون بعشق.
فقدناك يا محمود وأنت تتسنم المجد ومكارم الأخلاق في كل محفل ومناسبة وطنية واجتماعية وانسانية ولم يكن مستغرباً ان يقف الجميع يتقبل العزاء فيك وكأنك أخ شقيق للجميع وحتى من كانت المواقف الدنيوية سبباً في فضول الكلام، رأيتهم يتقبلون العزاء فيك وهذا الشيخ الطيب أجواد الفاسي يقف في أول الصفوف لتقبل العزاء فيك وهذا على الوحدة ورئيس مجلس ادارتها يقف حزيناً على فراقك في صف العزاء.
وغيرهم كثر لا يتسع المجال لذكرهم وأتذكر حتى موسم حج العام الماضي وهو يتوشح بالعمامة المكية والرجولة المعروفة عن نشامى مكة المكرمة مستقبلاً ضيوف الرحمن من كل الجنسيات في مركازه بحي الهجلة وهو يشرح لهم خدمات وطنه وولاة الأمر يحفظهم الله لرعاية الحجيج من خلال المشاريع العملاقة العظيمة ويوضح لهم التراث المكي العبق برائحة الماضي التليد مقدماً الهدايا لجميع الحجاج في كرنفال يحقق ما يدعو اليه اميرنا المحبوب خالد الفيصل في اكرام الحاج.
لا ينتظر كلمة شكر أو ثناء تراه والعرق يتصبب من جبهته الطاهرة في كل محفل خصوصاً في رعاية الأيتام دعماً مدرسياً ودعماً من خلال كسوة العيد ودعماً من خلال حفلات الزواج للأيتام وغير ذلك الكثير الكثير الذي لا يمكن حصره خصوصاً ما كان يقوم من صدقات في السر لاصحاب الحاجة والأرامل والمساكين والقصص التي أعرفها ويعرفها غيري الكثير.
فقدناك يا محمود جسداً ولكن ذكراك باقية في نفوس كل من عرفك وزكاك بصدق.
كنت يا محمود تجمع أهالي مكة المكرمة في أمسية احتفالية لتكريم كل الناس في نهاية شعبان هذه العادة المكية القديمة (الشعبنة) تقدم فيها المأكولات المكية وتكرم كل الناس وتجمعهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وان كنت أتمنى في نهاية هذا النعي الذي ابكى الجميع لفراقك فالموت حق وانا لفراقك يا محمود لمحزنون، أتمنى أن تكرمه جامعة أم القرى ممثلاً في معالي الدكتور الانسان بكري بن معتوق عساس الداعم الخفي لأعمال البر والاحسان بمكة المكرمة مع اخوانه الكرام وأتمنى أن تضع صورته بالزي المكي الاصيل في ردهة مديرية الشرطة بالعاصمة المقدسة باعتباره صورة مشرفة لعمد الاحياء.
وأتمنى أن يطلق اسمه على المركز الاعلامي بنادي الوحدة الرياضي باعتباره فارساً مغواراً في العلاقات العامة والاعلام رحمه الله.
وأتمنى أن يطلق اسمه على احد الشوارع بمكة المكرمة ولا اخال معالي الدكتور اسامة بن فضل البار الا فاعلاً، وأتمنى ان يطلق اسمه على قاعة من القاعات المخصصة للنشاط في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ولا اخال معالي الدكتور محمود محمد سفر ومعالي الدكتور عمر قاضي الا محققين لهذه الامنية المستحقة.
وأتمنى أن يطلق اسمه على متحف الزمازمة باعتباره زمزمياً اباً عن جد ولا اخال الاستاذ سليمان ابو غليه الا فاعلاً.
وختاماً ليتك يا محمود كنت بيننا لترى بأم عينيك محبة الناس لك وشهاداتهم لك بالخير والصلاح.
ولكنها ارادة الله ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
وكل العزاء وصادق المواساة لاسرتك الكريمة ولكل محبيك ولا نقول الا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وعلى الله قصد السبيل

جريدة الندوة - 25 / 11 / 1432هـ .