غرفة مكة والنقل في الحج

غرفة مكة والنقل في الحج
  أحمد صالح حلبي

كثيرا مايقف رجال وسيدات الأعمال بمكة المكرمة أمام مبنى الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة متسائلين عن الدور الذي تؤديه الغرفة لهم أهو منحصر على تسديد الاشتراكات والتصديق على المستندات ؟، أم أنه مرتبط بالعمل على تذليل العوائق أمام منتسبي الغرفة ونقل معاناتهم وملاحظاتهم للمسؤلين ؟.
أسئلة كثيرة دارت بالأذهان فترة طويلة حتى جاء اللقاء الذي نظمته الغرفة مع معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري ليكون لقاءً مباشراً ومؤكداً على أن الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة من التجار ولهم وبدأت في الخروج من أسلوبها التقليدي المعتاد إلى أسلوب أكثر طموحا سعيا لتحقيق الآمال التي انتظرها منسوبو الغرفة . 
وقد أدرك معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري أنه سيواجه أسئلة عدة وملاحظات متعددة فكان أكثر حرصا على الاستماع والإجابة بصراحة ووضوح والاعتراف بالأخطاء وهي اعترافات قل أن نسمعها من مسؤول إذ كثيرا ما تعودنا الثناء والمديح . 
وان كان رجال وسيدات الأعمال قد جنوا ثمرة اللقاء مع معاليه بمعلومات جيدة واجابات كافية فان ماطرحه معاليه من مشروعات تدرس وأخرى تنفذ وثالثة نفذت تعيدنا الى سنوات مضت فتذكرنا كيف كانت عمليات نقل الحجاج تسير خاصة عام 1344 هـ حينما ظهرت حافلات نقل الحجاج بين جدة ومكة المكرمة فلم تكن حينها شبكات للطرق تربط بين المدينتين نظرا لقلة أعداد الحافلات والتي لم يتجاوز عددها آنذاك الخمس والعشرين حافلة . 
وللحقيقة نقول ان معالي وزير النقل وان كان مستمعاً جيداً للملاحظات ومسؤولاً متقبلاً للانتقادات فقد كان متحدثا صريحا وملما بكافة جوانب وزارته بدءاً من قضايا الطرق انشائها وصيانتها مرورا بالمشاريع المستحدثة التي قال معاليه “ إن الدولة خصصت لمشروعات الطرق في مكة المكرمة في ميزانية هذا العام أكثر من مليار و/ 300 / مليون ريال لتنفيذ طرق سريعة وانشاء وصلات للطرق لربط القرى والمناطق التابعة لها الى جانب طرق هدفها الأساسي خدمة ضيوف الرحمن “.
ولم تكن مشاريع الطرق هي المحور الأساسي من عقد اللقاء رغم كونها ذات أهمية لرجال الاعمال لنقل تجارتهم الا أن اللقاء تناول مشاكل استراحات الطرق الخارجية وحافلات النقل الجماعي . 
وكان أملنا أن تطرح قضية افساح المجال أمام شركات نقل الحجاج للنقل بين المدن على مدار العام وعدم حصره على مدن الحج والعمرة جدة ـ مكة المكرمة ـ المدينة المنورة فهناك رغبات كثيرة لدى المستثمرين ورجال الأعمال بتأسيس شركات لنقل الركاب غير أن حصرها على المعتمرين والحجاج يؤثر على عائداتها . وأملنا في معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري ان يسعى لدراسة تاسيس شركات نقل للركاب بين المدن تكون قادرة على خلق روح التنافس والتحديث . فاحتكار النقل بين المدن على شركة واحدة لايوفر وسيلة النقل الجيدة والمريحة وهذا ماسمعه معاليه من عدد من الحضور .

 

جريدة الندوة - 14 / 11 / 1432هـ