أمطار مكة .. وتكسر الأسفلت

أهلا بالأمطار. ولا أهلا ولا مرحبا بالصور المرافقة لأوجاعها، الكاشفة لحجم الاستهانة بأرواح الناس، مطر وليس فيضانا، ولا سيلا عارما، عندما أتابع فيضانات ضربت الفلبين وباكستان أخيرا أجد الأسفلت بعد انحسار المياه باقيا كما هو، بينما أمطارنا البسيطة في بعض مناطقنا رسالتها واضحة «مضروبين على قفاكم قبل المطر وبعد هطوله!».
هطلت الأمطار على «مكة المكرمة.. وتكسر الأسفلت» جسدت الصورة العكاظية أول من أمس تهاون مقاول هندسة الطرق.. واختبر المطر مصداقية الجميع.. شركة المقاولات، من سهل أمورها، ومن قدم التصاريح!..
•• كيف سيواجه المسؤول هذه الأزمة.. هل سيتم استدعاء المقاول والتفاهم معه، هل يعيد ترميم الطريق على حسابه الخاص، ما الذي يحدث في مثل هذه الحالات، إن المواطن لا يعلم.. تعتريه الدهشة ويطرح الأسئلة.
•• اعتماد مناقصات بأقل الأسعار «وطز» في الجودة، ألا يعني أننا نسير في الطريق إلى ارتكاب جريمة، إذا كانت الأرواح في أمطار مكة سلمت، من يمنحنا صكوك السلامة من طرقات مسفلتة بماء الأسفلت وقشوره..!، وقد هلك الناس في حوادث سابقة ولم نشهد تحركا يذكر ومحاسبة وتطمينا للناس.
•• ما هي معايير الجودة التي بموجبها يتم استلام المشروعات واعتبارها قابلة للاستهلاك الآدمي، اعتقد أن هناك ضوابط ولوائح والكثير من «الهراء» الذي سيخرج في وقته أثناء الرد على كاتب أو صحافي من مكتب العلاقات العامة، يسرد في الخطاب ما تنص عليه لوائح وقوانين لو كانت بيننا ما شاهدنا الأسفلت ناصع الزرقة متكسرا ومنشطرا، كأن قنبلة شطرته وليس قطرات المطر التي تهفو إليها أرواحنا!..

 

جريدة عكاظ 6 / 11 / 1432هـ