أعلام المكيين

الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي المكي، أهداني مؤلفه أعلام المكيين من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر الهجري، في جزأين بلغ عدد صفحاتهما 1206، الطبعة الأولى 1421هـ -2000 م؛ وذكر الجامع والمصنف لهذا السفر العظيم والهام- أمده الله في عمره ووفقه للعمل الصالح- في مقدمته أن مثل هذا العمل وهو تدوين تراجم الأمصار الإسلامية قد اهتم به أسلافنا رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء، ومكة المكرمة مهبط الوحي أم الأمصار ومهوى أفئدة المسلمين جديرة لبذل الجهود لتدوين تراجم أعلامها العلماء والواردين إليها من كافة أنحاء المعمورة ممن تركوا أوطانهم ابتغاء طلب العلم وتلقيه من علماء المسجد الحرام، منهم من استقر بمكة المكرمة وتوفي فيها ومنهم من عاد إلى وطنه ونشر العلم والمعرفة فيه.

لقد قام المعلمي- متعه الله بالصحة والعافية- بهذا العمل الجليل بعد أن لمس حاجة الباحثين إلى مثل هذه التراجم إبان عمله في مكتبة الحرم المكي الشريف، وتحقق له الأمل بعد إحالته إلى لتقاعد في 1408هـ، فقرأ وبحث وجمع وصنف.

وصف الأستاذ عبد الله عمله هذا في مقدمته بأن ليس له من الجهد سوى الجمع، وأن بضاعته في العلم قليلة جداً، وأنه لو لم يجد هذه التراجم مجموعة في كتاب واحد لما تجرأ على هذا العمل، واعتذر سلفاً عن وجود بعض الخطأ وسوء تنظيم وغير ذلك. وهذا هو تواضع النبلاء، وأخلاق الكبار. لا كما بعض المؤلفين والكاتبين يأخذه العجب بنفسه وبما صنع كل مأخذ، ويعتبر شخصه عالماً بحصوله على شهادة علمية، وكأنه أتى بما لم تأت به الأوائل.

لقد شملت تراجم المعلمي قضاة مكة المكرمة في تلك الفترة وخطبائها وأئمتها ومؤذنيها وخدم المسجد الحرام، وأعيانها من أهلها وغيرهم. وشملت أيضاً تراجم لكثيرات من النساء المكيات العالمات. وأشار إلى أن الأمراء والحكام فلم يشملهم هذا الكتاب لوجود تراجمهم في كتب معروفة متعددة.

وجاءت تراجم المعلمي في أعلام المكيين توضح - حسب توفر المعلومات- مكان الولادة والمنشأ والتلقي والأخذ عن المشايخ العلماء الأعلام ومكان الولادة وتاريخ الوفاة بينهما (ـ) خط مستقيم (شرطة)، وذيلت كل ترجمة باسم المصدر، رقم الجزء، الصفحة، تسهيلاً لمن يريد المزيد من المعلومات.

يمكن الرجوع إلى كشاف في نهاية الكتاب أحدهما للأعلام والآخر للكتب الواردة فيه مع أسماء مؤلفيها، وقائمة للمراجع، لتسهيل عملية البحث.
وهناك رسالة بليغة في إهداء كتابه إلى أسرته؛ بدءاً من أم أولاده التي هيأت له الجو والهدوء وتحملت المتاعب، ثم ابنه المهندس يحيى وزوجته، وأم مصعب وزوجها، وأم حسام وزوجها، ونبيل ووديع وخصهم بالدعاء، كما خص ابنه(وديع) بالشكر لتكريسه جهده ووقته حتى الانتهاء من هذا العمل، هذه الرسالة تدل دلالة واضحة على مثالية الأسرة، ووفاء راعيها، وندرة وجود أمثالها إلا في المجتمع المكي ولله الحمد. أقول له بارك الله لك فيهم وفي أحفادك، وبارك لهم بوجودك معهم ومعنا، وحفظك من كل سوء ومكروه؛ وجعل ثواب هذا العمل في ميزان حسناتك؛ وسهل عليك الأمور كلها، وجزاك خير الجزاء.

نشر بالبلاد- الإثنين 16/12/1423هـ 17/2/2003م العدد 16955- الرأي - ص 11