فن التعامل مع ضيوف بيت اللـه الحرام (2)
قال تعالى في محكم كتابه العزيز (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون. فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) الآية الذاريات 24 - 25. جريدة الندوة 6 / 11 / 1432هـ
وقال سيد الأولين والآخرين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) رواه البخاري.
ومن عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وإلى هذا الوقت فان اعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في تزايد مستمر وما شاهدناه في الفضائيات في شهر رمضان المبارك الأخير من امتلاء الحرمين الشريفين من المعتمرين والزوار لهو أكبر دليل على ذلك ، فقد جندت المملكة كل طاقاتها وامكاناتها لواجب خدمة ضيوف بيت الله الحرام والسهر على راحتهم ووفق الله سبحانه وتعالى قادة هذه البلاد على اعمار الحرمين الشريفين وبناء الجسور وشق الانفاق وتسهيل الاتصالات وتقديم الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين واكرامهم واشعارهم بالطمأنينة في هذا البلد الآمن المستقر بحمد الله.
ثم يبقى الدور علينا نحن الأفراد الملتصقين بالحجاج والمعتمرين في الميدان الذين يعملون بأجر مادي أو المتطوعين في سبيل الله في الارتقاء بخدمة ضيوف بيت الله الحرام من حيث اكرام وفادتهم وحسن ضيافتهم وترتيب استقبالهم وتيسير أمورهم والابتسام في وجوههم وارشادهم في أداء المناسك واسكانهم وتوفير الفرش اللائق لهم وتقديم وجبة غذائية هدية لهم عند قدومهم ، لأن من علامات الايمان أن يكرم المرء ضيفه واحلال الكلمات الطيبة العذبة عند التعامل معهم فبدلاً من (اوقف ياحاج) نقول له من فضلك أوقف ياحاج ، (وحرك ياحاج) نقول له من فضلك تحرك ياحاج ، (ممنوع ياحاج) نقول له من فضلك ممنوع ياحاج ، (لا ياحاج) نقول له لو سمحت لا ياحاج ، (ياحاج) نقول يا أخي الحاج الكريم وهكذا ..
فعندما يأتي إلى بيتك ضيوف تستقبلهم بالابتسامة وأجمل ترحيب وتجلسهم في احسن مكان في بيتك وعلى احسن فرش وتقدم لهم احسن طعام وتقدم لهم احسن شراب وترحب بهم أجمل ترحيب ثم تودعهم بالترحيب والابتسام ليخرجوا من بيتك مسرورين مكرمين.
فما بالك بضيوف الله سبحانه وتعالى عندما يحلون علينا فمن الواجب مضاعفة الترحيب والابتسام وتقديم الخدمة لهم ، وارشاد تائههم ، واظهار مكارم الاخلاق لهم ، وحمايتهم وحفظ انفسهم ، وحفظ أموالهم وتغذيتهم وسقياهم واسكانهم على الفرش المناسب النظيف واظهار حق الوفادة والرفادة ، لانهم ضيوف الله عز وجل اعظم ضيوف وأنعم بهم من ضيوف ، وهذا التعامل الإسلامي الراقي سوف يثاب فاعله خير الثواب من رب العزة والجلال المطلع على كل شيء.
وحذار كل الحذر من إهانة الحاج أو نهره أو ظلمه أو ضياع حقوقه لان رب العزة والجلال يكون مطلعاً ويكون بالمرصاد لان هؤلاء ضيوفه فيكون العقاب السريع في الدنيا في الصحة والمال والولد.
وقد اعجبني قول سمو الأمير خالد الفيصل قال اتمنى عند مغادرة الحاج أو المعتمر أو الزائر لهذا الوطن الحبيب ان ترتسم على وجهه علامات الرضا والسرور والفرح.
اللهم رب العزة والجلال وفقنا جميعاً لخدمة ضيوفك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.