لا حدائق للأطفال ولا ملاعب للشباب!
عند تخطيط معظم المدن والمحافظات في بلادنا، تجاهل المخططون أو المنفذون أمرين مهمين لا يمكن لمدينة أو محافظة حضرية ــ حتى لو كانت من العالم الرابع ــ الاستغناء عنهما، وهما؛ حدائق العوائل والأطفال، وملاعب الشباب. وما هو موجود من مساحات خضراء محدودة لا تعدو عن كونها مجرد جزر عشبية تقع على جوانب الطرق وتحت بعض الجسور ولا شيء غير ذلك. أما الملاعب التي يحتاجها الفتية والشباب لممارسة الرياضة فوق أرضها من كرة قدم وطائرة وسلة ونحوها، فلا توجد ملاعب مفتوحة أو متاحة لهم في الأحياء أو المخططات أو حتى في أطراف المدن، ولذلك فإن هؤلاء الشباب يمارسون هواياتهم ــ وعلى الأخص كرة القدم ــ فوق أراض مملوكة لم تبن بعد، فإن بنيت بحثوا عن أرض أخرى لإنشاء ملعب بدائي عليها، وهكذا يتنقلون من موقع إلى آخر. أما الناديان الموجودان في أم القرى ــ على سبيل المثال ــ وهما الوحدة وحراء، فإن الأول طاقته محدودة ونشاطه مقتصر على منسوبيه، ولا يمكن لناد واحد استيعاب أبناء مدينة كاملة. أما الثاني فإنه في عداد الأموات حسب ما أعلم.
وليس المقصود بالملاعب الشبابية مباني عظيمة ومدرجات فسيحة وقاعات واسعة، وإنما فسحة من الأرض في كل مخطط، تتم تسويتها بأبسط الوسائل لتكون ملعبا لشباب المخطط أو الحي أو «الميت». ولكن كل ما ذكر تم تجاهله جملة وتفصيلا، وأصبحت الأحياء والمخططات مجرد عمائر وشوارع وأسواق، فلا يكون أمام الناشئة إلا الشوارع والأزقة والبرحات، أو ما بقي مؤقتا من أراض مملوكة لم تعمر؛ لممارسة رياضتهم فيها. وهذا الوضع لا يخص أم القرى وحدها ولكنه موجود في معظم المدن والمحافظات، وكأن من خططوها أو نفذوا مخططاتها لم يسمعوا بالمرافق الحضارية من قبل، وأن دولة مثل البرازيل لديها 100 ألف ملعب لكرة القدم يمارس فيها شبابها هذه الرياضة. فإذا كان سكان بلادنا هم عشر سكان البرازيل، فلماذا لا يكون لدينا 10 آلاف ملعب أو 5 آلاف أو حتى ألف ملعب؟ وبعد ذلك نشكو من التسكع والضياع والفراغ والمخدرات!
عكاظ 1432/10/13هـ