تسهيل الوصول إلى غار حراء وغار ثور

في غار حراء كان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب يقضي الليل والنهار متفكرا في خلق السماوات والأرض.

وفي غار حراء تلقى محمد بن عبدالله الوحي، إذ جاءه جبريل عليه السلام بالوحي من رب السماء قائلا: اقرأ. ثم تتالى نزول الوحي بالرسالة التي أخرج بها النبي الأمي سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الناس من الظلمات إلى النور .

وفي غار ثور احتمى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه من قريش عندما أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة.

وفي غار ثور كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطمئن أبا بكر رضي الله عنه فيقول: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، دل على ذلك قول الله تعالى: (إلا تنصره فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).

وبذا، وذاك كانت كرامة غار حراء، وغار ثور يؤمهما المسلمون للوقوف على المعاناة التي لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ترحله العديد من المرات إلى غار حراء ثم رحلة الهجرة من غار ثور.

ولحماية زوار الغارين وجه المقام السامي الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ــ كما جاء في عكاظ يوم السبت 22/8/1432هـ ــ بالإسراع في إعداد دراسة شاملة لغار حراء وغار ثور، مع توضيح وضعهما الحالي وإعداد تقرير مفصل عن ذلك، والرفع بالبدائل المقترحة لتسهيل صعود الزوار والقاصدين لتلك المواقع التاريخية بما يحقق اشتراطات السلامة، ويضمن تقديم خدمات متميزة ويساهم في القضاء على السلبيات والمخالفات التي تشهدها تلك المناطق وكشفت مصادر «عكاظ» أن الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بدأت في إعداد الدراسة عن طريق خبراء مختصين، ومن المتوقع الرفع للمقام السامي بتفصيل الدراسة في الأشهر الثلاثة المقبلة، وبينت المصادر أن من المقترحات المتوقع الرفع بها إنشاء وسائل نقل متطورة عبر العربات المعلقة «التلفريك».

ويقترح المشرف على متاحف جامعة أم القرى بضرورة استفادة الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار في إعداد دراسة تضع تلك المواقع تحت مسؤولية وإشراف هيئة السياحة من خلال إنشاء عربات معلقة، وتطوير تلك المناطق بإنشاء صالات عرض في غار ثور وغار حراء ضمانا لتحقيق مبدأ السلامة ورفع وعي الزائر وثقافته عن تلك المواقع وما تحمله من إرث تاريخي.
فهل إلى ذلك من سبيل؟

عكاظ 1432/10/12هـ