مشروع الملك لإعمار مكة.. إزالة اللَّبس
أقول إن ما تم تدشينه من مشاريع في تلك المناسبة يختلف تمامًا عن مشروع الملك لإعمار مكة، الذي أعلن عنه في منتصف شهر رمضان، وصدر الأمر الكريم لسمو أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بالموافقة على البدء فيه بعد موسم الحج، ويهدف هذا المشروع -غير المسبوق- إلى تلبية أهم الاحتياجات من مرافق وخدمات لسكان مكة وزوّارها من حجاج، ومعتمرين، مع مراعاة الزيادة المتوقعة خلال السنوات المقبلة، ويشمل ما يلي: مشروع تطوير الأحياء العشوائية، لإساءتها البالغة للمظهر الحضاري لأفضل بقعة على وجه الأرض، ولينعم كل مواطن ومقيم وزائر بحياة عصرية آمنة ومستقرة، وإقامة ضواحٍ بالمدن تستوعب بعض المنقولين من الأحياء العشوائية، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية للسكان، وذلك بعد الأخذ بتوصيات اللجنة الوزارية برئاسة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن الأول، ويُعدُّ المحور الأساس للمشروع هو معالجة ازدحام الحركة المرورية والمشاة بمكة المكرمة، والمشاعر، والمنطقة المركزية، بمشاركة الجهات ذات العلاقة: إمارة منطقة مكة المكرمة، هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وزارة الحج، أمانة العاصمة المقدسة، وزارة النقل، الأمن العام، الدفاع المدني، الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، وكل الجهات ذات العلاقة، وتتضمن سرعة استكمال الطرق الدائرية (1، 2، 3، 4)، واعتبار المنطقة المركزية هي المنطقة المحصورة داخل نطاق الطريق الدائري الثالث، وهي بهذا الاتجاه تكون المنطقة المركزية قد تم تعريفها ونطاقها، ولعل ما يسر في معالجة ازدحام الحركة المرورية والمشاة إيجاد محاور إشعاعية جديدة في الاتجاهات الجغرافية الأربعة تصل منطقة الحرم بالمداخل الإقليمية، والطرق الدائرية لسرعة تفريغ المسجد الحرام، وكذلك تنفيذ مسارات السكك الحديدية الحضرية على مسار الطريق الدائري الثالث، وربطها بمسار قطار المشاعر، وقطار الحرمين وفق تصريح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عقب إعلانه عن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة يوم السبت 20 رمضان بجدة، بحضور عدد من الصحفيين والمهتمين، حيث أضاف سموه إلى ما سبق ذكره هنا إنشاء مواقف للمركبات ومحطات متعددة الوسائط وفق منهجية (اترك سيارتك، واستقل النقل العام)، على أن يتم ربط المواقف بمسارات للنقل العام بالسكك الحديدية، والحافلات، وتوزيع الحركة بين المسارات الإشعاعية، كما سيتم الفصل بين حركة المركبات الآلية وحركة المشاة، لاسيما في المنطقة المركزية، والتي تم تعريفها قبل قليل. ونستكمل في المرة المقبلة بعض ملامح هذا المشروع، وإزالة اللَّبس عن مشروع آخر منفصل قائم بذاته ومكوناته عند بوابة مكة، وهو أمر يستحق التوقف عنده، وريثما نستكمل امسكوا الخشب.. (على طريقة إخواننا المصريين).
المدينة 1432/10/1هـ