مع التحية إلى مقام كبار العلماء
من المعروف أن صلاة التراويح والتهجد سنة وأن الطواف بالبيت تطوعا أو لأداء ركن العمرة أهم من سنة صلاة القيام وأعظم أجرا، ولكن الذي يحصل في العشر الأواخر من رمضان أن الطائفين يجدون عنتا وصعوبة عند قيامهم بالطواف لتواصل صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء حتى الحادية عشرة ليلا، ثم تبدأ بعد ذلك بساعتين صلاة التهجد لنحو ساعتين أخريين وصلاة التهجد لم تكن تقام على النحو الذي تقام به الآن قبل نحو نصف قرن وإنما كانت تقام صلاة التراويح فقط أو صلاة القيام حسب التسمية الشرعية أي قيام الليل أو جزء منه، ولكن الشيخ عبد الله الخليفي أداها في عام من الأعوام فاجتمع حوله بعد منتصف الليل نفر من المصلين ثم تزايد عددهم عاما بعد عام حتى أصبح عدد من يشهد صلاة التهجد لا يقل عمن يشهد صلاة التراويح، وأثر ذلك الازدحام على حركة الطائفين والمعتمرين وأرهق المسجد الحرام والعاملين فيه وفوت كثيرا من المصالح الدينية، ولذلك كله فإن هناك من يقترح أن تتفضل هيئة كبار العلماء بالاستئذان من المقام السامي بدراسة دمج صلاتي التراويح والتهجد في العشر الأواخر في وقت واحد باعتبارها صلاة قيام ولمدة ساعتين وذلك اعتبارا من شهر رمضان في العام المقبل إن شاء الله تعالى ويكون تنظيم صلاة القيام في العشر الأواخر على النحو التالي:
أولا: يصلي الناس صلاة العشاء في المسجد الحرام ثم ينصرفون إلى منازلهم إلا من شاء منهم تلاوة القرآن الكريم أو الطواف بالبيت تطوعا أو عمرة أو أن أداء التنقل مفردا مع العلم أن أداء جميع النوافل في البيوت أفضل حسب ما جاء في التوجيهات النبوية.
ثانيا: تبدأ صلاة القيام في العشر الأواخر في الساعة الثانية عشرة وثلاثين دقيقة لمدة ساعتين فيكون في الوقت من انتهاء صلاة العشاء حتى بدء صلاة القيام فسحة للطائفين والساعين وفترة راحة للمصلين استعدادا لصلاة القيام، فإذا انتهت صلاة القيام جماعة نحو الثالثة فجرا فإن بإمكان المصلين الذين يودون الاستزادة من الصلاة قبل أذان الفجر فعل ذلك في بيوتهم حتى لا تصبح قبورا مع أنه من قام مع الإمام في صلاة القيام حتى ينصرف الإمام كتب له قيام ليلة.
هذا ما يراه أصحاب الفكرة التي أؤيدها بشدة راجيا من أصحاب الفضيلة والسماحة في هيئة كبار العلماء دراستها ولهم من الله الأجر والثواب ومن الطائفين الدعاء والشكر والله ولي التوفيق.
عكاظ 1432/9/23هـ