مشروع قطار الحرمين

مثلما ينتظر الصائمون الدقائق التي يرتفع فيها أذان المغرب لتغمرهم الفرحة الأولى بأدائهم فريضة الصيام، فإنه وكما هو معلوم ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه».

أي نعم مثل انتظار الصائم مدفع الإفطار فإن الكل ينتظر تنفيذ مشروع قطار الحرمين لما سيوفره من تسهيل للانتقال وتخفيف لضغط الزحام الحاصل للسيارات بما في ذلك الطرق بين مكة وجدة، ومكة والمدينة المنورة، لكن الأخبار المتوفرة عن المشروع لا تدل على أن تنفيذ المشروع سيتم في المدة الزمنية المحددة لما طرأ من تعديل في تصميمه.

إذ تقول المعلومات الموثقة: إن مشروع قطار الحرمين قد تم تغيير تصميمه من قبل الشركة المنفذة بإشراف وزارة النقل بعد مشكلات السيول بجدة العام الماضي وذلك في مساره بطريق الحرمين في مدينة جدة حيث تم رفع منسوب الطريق إلى عشرة أمتار وبطول (2) كيلومتر، وهذا الرفع بهذه المسافة خطير جدا حيث سيعزل شرق المدينة عن غربها وسوف يضاعف من مشكلات السيول في المحافظة، علاوة على أنه إذا تم العمل في طريق الحرمين على هذا النحو فسوف يستغرق العمل أكثر من سنتين بسبب مرحلية عزل خطوط الخدمات التي لا يمكن ترحيلها دفعة واحدة وجميعها تتركز على طول طريق الحرمين وأهمها خطوط أرامكو البترولية وكيابل شركة الكهرباء وترحيل خطوط المياه الذي سيترتب عليه إيقاف الضخ وغيرهما، أما بالنسبة للمشكلات المرورية فحدث ولا حرج فتخيل فقط معاناة المواطنين والحاج والمعتمر خلال السنتين حيث لا يوجد طريق بديل لطريق الحرمين لمرور المركبات بين مكة وجدة !

وقد تحدث بعض أهل العلم من المهندسين وفي مقدمتهم المهندس مصطفى الربيعان إلى أن الحلول الهندسية البديلة كثيرة وهي بلا شك لا تخفى على الجهة المنفذة فإما أن يتم نقل مسار قطار الحرمين إلى شرق مدينة جدة، وإنشاء محطة في الشرق تكون بديلة لمحطة حي الجامعة الأكثر ازدحاما في المدينة ونتفادى بذلك الازدحام الحاصل، وربط هذه المحطة بالمحطة الرئيسية في مطار الملك عبد العزيز ومحطات أخرى فرعية في جدة بمناطق أقل ازدحاما بشبكة مترو، كما هو مصمم حاليالنقل الحجاج والمعتمرين من ساحة الحرم إلى محطة القطار الرئيسية في مكة المكرمة..

كما أن هناك من يرى حلا آخر يتمثل في عمل مسار القطار عند مروره بطريق الحرمين على جسور معلقة أو ما يسمى بـ (Via-Duct) ونتفادى بذلك إشكالية رفع منسوب الطريق إلى عشرة أمتار وتوفير ما يقارب من تسعة مليارات ريال من تكلفة المشروع المترتبة على نزع الملكيات الخاصة وترحيل الخدمات. والأهم أن التنفيذ لن يكون في موعده كموعد الإفطار في رمضان.

عكاظ 1432/9/22هـ