مكة بلا جريمة

رفعت شرطة العاصمة المقدسة قبل نحو عشر سنوات شعارا نبيلا يتضمن أمنية غالية وكان ذلك الشعار.. الأمنية هو «مكة بلا جريمة!»، وبعد عدة سنوات من رفع الشعار لم تتحقق الأمنية فعلقت في هذه الزاوية بحسرة على عدم تحقيقها لأن البلد الأمين الذي أقسم به رب العزة والجلال يستحق جهدا وإمكانيات وتعاونا رسميا وشعبيا للوصول إلى مستوى يمكن من خلاله القضاء على الجريمة فيه تماما أو على الأقل خفضها إلى أدنى حد!.

وقبل أيام قرأت في «عكاظ» خبرا نشر على صفحتها الأولى عن وجود خطة لدى شرطة العاصمة المقدسة هدفها خفض نسبة الجريمة في أم القرى بنسبة عشرة في المائة سنويا تحقيقا للشعار المشار إليه «مكة بلا جريمة» وأنه قد تم وضع الخطوات العملية للبرنامج لمدة خمس سنوات لتخفيض نسبة الجريمة في أم القرى إلى خمسين في المائة من حجمها الحالي، ولعل في الخطة الجديدة نسبة جيدة من الواقعية لأنها تعتمد على التدرج وخفض الجريمة سنويا بمقدار، ولا شك أن الخطة نفسها تحتاج إلى المزيد من الرجال والعتاد والإمكانيات والأجهزة والمتابعة والجهود والسهر ورفع مستوى التعاون بين رجال الشرطة والجمهور.. مواطنين ومقيمين من أجل تطهير البلد الأمين من المجرمين الذين لو عرفوا حقه عليهم لما أجرموا فيه «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» صدق الله العظيم.. راجين أن تحقق شرطة العاصمة المقدسة أملها وتنفذ شعارها لأنه أمل وشعار كل مسلم.

مطبوعات مهداة موضوعها .. الإنسان!
تلقيت خلال شهر رمضان ثلاث مطبوعات تدور حول الإنسان، فها هو الكاتب القدير الأستاذ عبد الله عمر خياط يقدم للمكتبة مؤلفه الذي يحمل عنوان «د. محمد عبده يماني.. الإنسان»، جامعا فيه ما كتب في رثاء الفقيد الكبير شعرا ونثرا مع تمهيد لطيف ممتع كتبه الأستاذ السيد الكاتب محمد علي الجفري ومقدمة ثرية رائعة خطها الأستاذ الخياط نفسه، والمؤلف تعبير جميل عن وفاء أصيل، أما المطبوعة الثانية فهي عبارة عن التقدير السنوي السابع للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وقد تسلمت نسخته من الأستاذ سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى والناشط في مجال حقوق الإنسان خلال زيارته للمجلس الرمضاني الذي يقيمه سنويا الزميل خالد محمد الحسني في داره في العزيزية بأم القرى، وقد وجدت في التقرير ما يستحق التعليق عليه في قادم الأيام، أما المطبوعة الثالثة فقد أهداني إياها الأستاذ مبارك القرشي مدير عام جمعية «إحسان» المشرفة على المستودع الخيري في مكة المكرمة الذي يقدم مساعدات إنسانية لنحو خمسة آلاف عائلة فقيرة على مدار أيام العام، فما أعظم الإنسان حين يخدم أخاه الإنسان.

عكاظ 1432/9/16هـ