مشاهدات من الحرم المكي

أول وأهم ما يلفت النظر هو غياب أي نوع من التوجيه المعلوماتي لملايين الزوار فليس هناك لافتة ولا منشور يعرف الزائر على الأساسيات في مكة والحرم المكي وبخاصة لجهة التعليمات الواجب عليهم التقيد بها مثل عدم افتراش أرض الحرم وأوقات منع النساء والكراسي المتحركة من النزول للمطاف ومنع الصلاة مباشرة خلف المقام وغيرها مما ينتج عنه احتكاك ومشاحنات دائمة بين المشرفين والزائرين خاصة وأن كثيرا منهم لا يعرفون العربية والمشرفين ورجال الأمن لا يعرفون غيرها، كما أنه ليست هناك خريطة للحرم ومعالمه تساعد الزوار على العثور على مكانهم داخله وتدلهم على الخدمات المتاحة كالكراسي المتحركة المجانية حيث ترى مشاهد مؤثرة لأشخاص عاجزين ومسنين يجبر من معهم على حملهم لأنهم لا يملكون ثمن استئجار كرسي ومكان الكراسي المتحركة المجانية بعيد عن مدخل الحرم ولا توجد لافتة تعرفهم بتوافرها وبمكانها، كما لا يعرفون الأماكن التي يمكنهم منها الحصول على عبوات ماء زمزم فيقف الزائر ليملأ جالونه كأسا كأسا ويتشاحن مع الآخرين بسببه، وبالنسبة للتعليمات كمنع الغفوة في الحرم فهي لا تراعي ظروف الزائرين الذين كثير منهم يقيمون في أماكن بعيدة ولا يملكون القدرة المادية على استعمال المواصلات لأوقات الصلاة ويضطرون للبقاء في الحرم طوال اليوم والغفوة وكثير منهم من كبار السن، وإن كانت صدرت تعليمات بمنع تشغيل العمال في درجات الحرارة المرتفعة فعمالة الحرم في رمضان أولى حيث يقف عشرات عمال النظافة في المطاف تحت الشمس الحارقة طوال النهار فقط ممسكين بأكياس القمامة، ولا بد من وضع إرشادات للوالدين بالنسبة للأطفال حيث يطوف كثيرون في الظهر مع أطفال يبدو واضحا أنهم يعانون من ضربة شمس.
bushra.sbe@gmail.com

عكاظ 1432/9/15هـ