لماذا طبخ الغذاء داخل مشعر منى؟
في السنوات السابقة بعض من مؤسسات الحجاج تصر على طبخ المواد الغذائية داخل مشعر منى بحجة تقديم الغذاء المفضل للحجاج وان الواقع والمعقول يقول غير ذلك لعدة أسباب وجيهة منها ان مشعر منى منطقة خيام وحشود بشرية، ثانياً ان المنطقة محدودة المساحة حيث ان كل مكتب خدمات حجاج يستقطع مساحة كبيرة لانشاء المطبخ الخاص لعدد من ألفي الى ثلاثة آلاف حاج تقريباً وان الطبخ يتم غالباً بالغاز السائل وهذا يسبب ارتفاعاً في درجة حرارة المنطقة، رابعاً ان الغازات والادخنة الناتجة من عملية الطبخ تتسبب في تلوث جو مشعر منى، خامساً وكما هو معروف الازدحام الشديد في المنطقة ينتج عنه ازدحام في حركة السيارات وهذا ايضاً يسبب تلوث جو مشعر منى بغازات العوادم، سادساً نتيجة لذلك فإن كل مكتب خدمات حجاج يحتاج الى تخزين كميات كبيرة من الغاز السائل والاواني اللازمة للطبخ اضافة الى تخزين المواد الغذائية المختلفة في كراتين بكمية كبيرة وهذه ايضاً تأخذ مساحة من الأرض في مشعر منى اضافة الى أماكن استراحة الطباخين والعمال اللازمين لعملية الطبخ والاعداد.
ونتيجة لكل ذلك لابد من الاستفادة من التقنية الحديثة لأن الامكانات الآن افضل لدينا والحجاج تغير مفهومهم وكل شيء تطور، ونحن ايضاً مفهومنا تغير نتيجة الامكانات التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف بيت الله الحرام في هذا الوطن الحبيب اذاً لماذا لا يتم اعداد هذه الوجبات بالصورة المطلوبة والمرغوبة خارج مشعر منى ومن ثم ايصالها للحاج ونكون بذلك قد وفرنا على أنفسنا الشيء الكثير مثل تلافي حدوث الحرائق وتوفير المساحة ونظافة البيئة ونقاوة الجو من التلوث وتوفير وظائف لابنائنا السعوديين في عملية الطبخ والاعداد والتجهيز والتوزيع، وتقديم وجبة نموذجية مغلفة ومعدة اعداداً صحياً سليماً بعيداً عن التلوث الغذائي وتقديمها مغلفة تصل الى يد الحاج وهو مطمئن داخل خيمته ونكون بذلك قد طورنا طريقتنا الى الأفضل والى الأسلم صحياً بعيداً عن احتمالات التلوث الغذائي الذي قد يسبب لا قدر الله حدوث تسمم غذائي نتيجة للحرارة والزحام والعمالة الأجنبية غير المعدة اعداداً سليماً لهذه الغاية ــ ان العمالة التي تستخدم في الطبخ والاعداد والتجهيز لابد ان تكون قد اخضعت للتدريب السليم والثقافة الصحية في اعداد الغذاء وتحضيره بالطريقة العلمية الصحية الوقائية، أما انني احضر عمالة من الداخل وادفعهم للعمل في الاعداد والتحضير بدون تدريب وبدون علم مسبق بأصول تحضير الغذاء فهذا شيء غير مقبول وعلينا الأخذ بالطرق الحديثة والسليمة لتحضير الغذاء وتقديمه للحجاج والكل مطمئن على نفسه. ولقد قدمت وهيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين كل السبل والطرق للأخذ بتطور الاعمال المختلفة فعلينا الاستفادة من هذه التسهيلات الكبيرة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.