نموذج مضيء بجامعة أم القرى

الدكتور هاني غازي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة أم القرى احد النماذج المضيئة له رؤية وطنية ومنهجية.. ودائماً مكة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية بلد الدين والعلم تنجب على مدى الأيام والأجيال الكثير من النماذج التي تنطلق نحو الآفاق لتبدع وتقف شامخة على درجات العمل، والدكتور هاني الذي حصد حب الآخرين وتقديرهم واحترامهم من ضمن هؤلاء النماذج المكية التي تلتزم بمفهوم غاية في الانتماء وهكذا هم رجال الوطن، نعم أجدني اليوم أذكرك يادكتور هاني لما تحمله بين جنبات نفسك من قلب ينبض بالانسانية والتسامح والحب لمن حولك، وكم فرحنا وسعدنا عندما تم تعيينكم فأسلوبكم الراقي في التعامل وبشاشة وجهكم، وكأنك تقول ان البحث العلمي سمة من سمات الوطن فالعلم الحقيقي لا يعرف المستحيل ولا يعرف الحدود.

من المؤكد انك ستشرع في العمل والاتقان والاخلاص ليزدهر الأمل بمستقبل مشرق، ولاشك أنكم في هذه الجامعة العريقة هذا الصرح المكي العريق الذي سيشهد بالنماذج المضيئة فيه مسيرة تنموية مباركة ومسيرة تعليمية اصيلة لاسيما أن الجامعة لها رسالة مؤتمنة فيها على أعز ما تملك الأمة على عقول فلذات اكبادها وافكار ثمرات فؤادها وتربية الأجيال على منهج الوسطية والاعتدال وقيم التسامح فلقد جاء الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام بالرسالة المحمدية الخاتمة رسالة الايمان والتسامح هذا ما نريد أن يتعلمه فلذات الأكباد من اخلاق وسلوك.

أعرف أنك تحمل فكراً نيراً وابداعاً علمياً سهلاً ومخزوناً ثقافياً، كنت المس اهتمامك في كثير من المواقف تجاه طلبتك وعنايتك بهم وهذا ليس بمستغرب فالأخلاق والمبادىء لا ترتبط بشيء ملموس بل هي نعمة من المولى عز وجل يهبها لكثير ممن يختارهم.

*ماأروعك ياشيخ عبد الرحمن السديس وما أنقى وأصفى كلماتك التي خرجت وفيها مفهوم غاية في الإنتماء مفهوم أعمق وأشمل نعم يا شيخ هكذا هم رجال هذا الوطن , لقد كانت خطبة الجمعة بالمسجد الحرام في بلد الحب مهبط الوحي درساً يهم كل من يحمل بين جنبات نفسه قلباً ينبض بالإنسانية والوسطية والتسامح والرفعة قلباً لديه شعور بالمسؤولية نعم ياشيخ عبدالرحمن نحن في هذا الوطن عاقدون العزم على تكملة الرحلة العلمية لمختبرات الكوفة ودار الحكمة ومرورنا سيصل إلى جابر بن الحيان وسيكون حديثنا مع العالم إبن سينا وإبن الهيثم .

وكما قلت في خطبتك مبيناً ومشيداً بالصرح العلمي الشامخ والمعقل المعرفي العملاق المتمثل في جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية بما تمثلة من مصدر اشعاع حضاري ومنارة سامقة في سماء العلم والمعرفة وأن كل محب للعلوم والمعارف ليبارك هذه النقلة النوعية الكبرى والوثبة الحضارية العظمى بما يحقق الأصالة والمعاصرة ويعيد للأمة بإذن الله سالف مجدها وحضارتها إنها جامعة رائدة في أهدافها سامية في مقاصدها نبيلة في غاياتها ولعل الله يرى رائدها ماتقربه عينه وتبتهج به نفسه بل ونفوس الأمة جميعاً في تحقيق رسالتها السامية وآثارها المباركة , وليطمئن الجميع بأن هذا المشروع الحضاري العملاق في أيد أمينة وربان مهرة بحمدلله

*اليوم ياسمو الأمير أنت تترجم هذه الوعود وتجعلها واقعاً ملموساً , وتبرهن أن الحق ليس مصطلحاً يعني الخلاف وتصيد الأخطاء والسلبيات ولكن هو مصطلح يعني الإيمان بقضية ما يتوجه الجميع للعمل على استمرارها ولكنها لابد أن ترتبط بإنسان يؤمن بها ويترجمها على أرض الواقع.

سمو الأمير خالد الفيصل لن أُجانب الحقيقة إذا قلت بأنك زرعت في كل ناحية بذرة إصلاح ووردة أمل للتواصل ودائماً ماتعطي معاني حضارية لاتصبح لمسة إلا ضمن تواصل المسؤول للمشاركة في الهموم والمسؤوليات المشتركة , وفي مساحة مضيئة من الذاكرة أسترجع تلك اللحظات التي جمعتكم بأهالي منطقة مكة المكرمة هذه المدينة التي سوف تشهد إستراتيجية وخطة عمل حتى ترقى إحساساً بمكانتها وقدسيتها وتلك الكلمات التي تحدثتم بها ياسمو الأمير وقلت - منذ اليوم الأول الذي عينت فيه _»وتشرفت بتعييني أميراً لمنطقة مكة المكرمة وأنا أفكر من أين نبدأ العمل على وضع إستراتيجية وخطة عمل للنمو بهذه المنطقة وبعد تفكير طويل وجدت أن نقطة الإنطلاقة يجب أن تكون هي الكعبة المشرفة ويجب أن ننطلق من هذا المكان فلولا الكعبة ما كانت مكة ولولا مكة ماكانت هذه المدن جدة – والطائف – فوجود الكعبة والحرم في هذه البقعة المباركة هو الأساس لكل تنمية» , ستظل هذه الكلمات نبراساً لاتمحوها الذاكرة.

*لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة وللمرة الثانية السؤال يتكرر في خاطري قبل أن يخطر ببال أي من القراء– أين الإعلام عن هذه الصفحات الإنسانية والخدمات والإنجازات والمساهمات ... أين الصحافة أولاً من هكذا أعمال خيرية إنسانية ويد تمتد نحو الإصلاح , إن هذه اللجنة الإنسانية تستحق أن يكتب عنها كل قلم مخلص بوفاء على أوراق بيضاء لأن أعضاء لجنة إصلاح ذات البين أدركوا أن الخير في فتح الأبواب , وعرفوا روح المواطنة بعيداً عن المزايدات والمشاحنات , ونظروا إلى العمل الصادق المبتغي خدمة أبناء أمتهم واعانوا على الحق وأعاونواغيرهم عليه إنها مبادئ لهذا الدين الإسلامي, وتأتي رسالة هذه اللجنة التي تنبثق من جوهر هذا الدين الحنيف وتستمد أعمالها الخيرية من قيم السيرة النبوية وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وكم ساهمت اللجنة في كثير من الجهود الإنسانية وحل آلاف القضايا وسعت في الإصلاح والعفو بين أبناء هذا المجتمع وفي أكثر من صعيد.

لنرى هذه اللجنة الإنسانية التي هي بذرة العطاء الإنساني القادرة بتوفيق الله عزوجل وبكل حق على تقديم كل ماهو مأمول منها وكيف أضحت مساهماتها إنجازات .

المينة 1432/8/13هـ