جائزة مكة .. للتميز

جائزة مكة للتميز كما عبر عنها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مؤسس الجائزة بقوله: ''هي جائزة تذهب لمن قام بعمل يخرج عن العمل المألوف أو المطلوب إلى عمل متميز يكون قدوة حسنة للآخرين''، هذه المقولة التي تطرز بها الجائزة رسالتها، وهي البحث والتنقيب عن المتميزين أفرادًا ومؤسسات، رجالاً ونساء، شبابًا وشيبًا داخل منطقة مكة المكرمة حتى يمكن إبراز تميزهم للآخرين للاستفادة من تجاربهم واحتضانها ورعايتها حتى يشمل خيرها الجميع.

 

جائزة مكة للتميز لا يحق للشخص أن يرشح نفسه لها، ولا تُمنح للأشخاص المتوفين، لكنها جائزة تميز تذهب للعمل المتميز الحاضر الفاعل، لهذا ركزت الجائزة في انطلاقها على تشجيع العمل المتميز والجهد البارز سواء كان جهد فرد أو مؤسسة أو كان عملاً جماعيًا. وتحرص الجائزة من خلال دعمها التميز على تأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل؛ لأنها تدفع نحو الارتقاء بمستوى الأداء والإبداع والتنافس الشريف المؤدي إلى جودة الأداء.

 

إن جائزة مكة للتميز عندما تطرح التميز عنوانًا لها، فإنها لم تغب أهمية دعم توظيف التقنية الحديثة في تطوير الأعمال وتبسيط الإجراءات وتطوير التقنيات والأبحاث؛ لأن كل ذلك يخدم تنمية وتطوير الموارد البشرية في منطقة مكة المكرمة أولا ثم المملكة ثم البشرية أجمع ـــ بإذن الله سبحانه وتعالى ـــ وخاتمة ذلك إظهار الإبداع والكفاءة الحضارية لإنسان مكة المكرمة الذي كرمه الله بالسكن بجوار بيته العتيق، وخصه وحضه على خدمة ضيوفه.

 

إن إكرام وتكريم جائزة مكة للتميز والإصرار على تميزها يوجب على القائمين عليها والمرشحين لها الحرص المطلق والدقيق على اختيار المتميزين حتى تحافظ الجائزة على ثقافة التميز وتزرعه ثقافة للمجتمع، وتجعل من احترام المتميزين ديدنها، وأعلم أن البعض يعتقد أنها ربما تكون جائزة مجاملة أو غير ذلك، وهذا ما أجزم بأنه غير صحيح.

 

لقد جاءت الكلمات السابقات للإجابة عن استفسار بعض الإخوة الأفاضل عن الجائزة وكيفية الترشيح لها، ولماذا لا يرشح فلان أو الجهة الفلانية، وكان الرد إضافة إلى ما سبق، هو أن الجائزة تعتمد بعد الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ على قيام المهمتين بالمتميزين بترشيحهم، ولا تعتمد الجائزة على قائمة تختار منها أو تجاهل فيها.

 

إن جائزة مكة للتميز حلقة من حلقات تفعيل استراتيجية ورؤية منطقة مكة المكرمة التي أطلقها أمير المنطقة، وارتكزت على محاور عديدة من أهمها أن تكون الكعبة المشرفة نقطة انطلاق التنمية والأساس الذي تبدأ منه، وثانيها أهمية الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليكون كما أراد الله له في خدمة ضيوف الله وزوارها.

 

إن اللجنة الثقافية في مجلس منطقة مكة المكرمة وهي ترعى الجائزة كمساعد ومعين على تفعيل الاستراتيجية تحاول أن تجعل من الجائزة أيضًا دافعًا ومحققًا لرسالتها نحو تأصيل بناء الثقافة والفكر في المنطقة، وتدفع نحو تأصيل عنصري الأصالة والابتكار والدفع نحو الإبداع والتميز لكل عمل في منطقة مكة المكرمة.

 

إن جائزة مكة للتميز وهي تحتفل بعامها الثالث وتعيش مع الفائزين فرحة التميز وتنوع المتميزين، تؤكد رسالتها الخالدة نحو البحث عن المتميز والدفع به نحو تطوير منطقة مكة المكرمة لخدمة الرؤية والرسالة والهدف الوطني، الذي تعمل من أجل تحقيقه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا وبيئيًا وسياسيًا ـــ إن شاء الله.

 

 

 

وقفة تأمل

 

''مازح صديقك إن أراد مزاحًا

 

فإذا أباه فلا تزده جماحًا

 

فلربما مزح الصديق بمزحة

 

كانت لبدء عداوة مفتاحًا''

الاقتصادية 1432/8/3هـ