قناة القرآن والسنة ..والتطوير

بفضل من الله نقترب من اكتمال عامين على بدء بث قناتي القران الكريم و السنة النبوية ضمن باقة وزارة الإعلام السعودية جزى الله القائمين عليها خير الجزاء ، حيث تبثُ قناة القرآن الكريم إرسالها من مكة المكرمة ومن الحرم المكي الشريف مباشرة على مدار أربع وعشرين ساعة ، وكذلك هو الحال لقناة السنة النبوية من المدينة المنورة من المسجد النبوي الشريف ، وقد أحسنت وزارة الإعلام على تسميتها بذلك تيمناً بتوجيهات وتسمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله

ولا شك أن تلك القناتين تترجم مفاهيم ( تلفزيون الواقع ) في أجمل صوره و أسمى تجلياته ليعايش المسلمون في جميع أقطار العالم الحرمين الشريفين على مدار الساعة وما يرافق ذلك من مشاعر روحانية خلاقة وسعادة لدى كل مسلم تعلق قلبه بالحرمين عن بعد أن يعايش ذلك واقعاً محسوساً بهذا النقل المباشر وكأنه بين جنباتهما الطاهرة

والمتابع لتلك الفترة التي مضت من عمر هاتين القناتين يجد أنها وقفت على حال كاميرات متحركة جامدة تتطلب شيئاً من الدعم الفكري الذي يسهم في التفاعل الذي يقدم خدمة لقاصدي الحرمين الشريفين عن بعد ، فما تتركه هاتان القناتان من بوح روحاني هو في المقام الأول دعوي وتوعوي وتربوي لا شك أنه يؤثر في نفوس المشاهدين ويداعب أحلام من يتابع فيفكر في الحج أو العمرة أو الزيارة ومثل هؤلاء بعد أن شاهدوا الحرمين صوتاً وصورة يحتاجون إلى مواد تثقيفية تكون نقلة لهذا المشروع الإعلامي الجبار إلى ما هو اعم واشمل ، فلا بد من وجود برامج حية مساندة كبرامج تعريفية بالحرمين الشريفين لمن هو قادم لأول مره أو حتى لعدة مرات لأن الحرمين الشريفين يعتبران مدينتين متكاملتين يواكبان تجديدا وتطويرا مستمرا إذ لا تألو حكومة خادم الحرمين الشريفين من بذل قصارى الجهد مادياً ومعنوياً من مشاريع خدمية سواء في التوسعة أو في الإعداد لكل موسم بما هو جديد يصب في خدمة زوار بيت الله ومسجد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
وما ذلك الاهتمام إلا امتداد طبيعي لما بذلته الدولة من عهد المؤسس رحمة الله عليه مروراً بأبنائه البررة الملوك ( سعود – فيصل – خالد - فهد ) رحمهم الله ، إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، إذ يجب على وزارة الإعلام أو أي جهة يعنيها الأمر أن تعد برامج وثائقية متجددة عن مداخل الحرمين الشريفين وكل ما يسهل على الحاج أو المعتمر أو الزائر أداء مناسكهم بيسر وسهولة لأن معظم هذه الإمكانيات المهولة التي توفرها الدولة تغيب في ظل عدم وجود إعلام مواكب على مدار الساعة ، فهذه فرصة أن تقدم البرامج عبر هاتين القناتين ليشاهدها المسلم وهو في داره وبلده مهيأ لأن يستقبل أي تنوير أو توجيه بارتياح تام مما يساعده حين القدوم على أداء نسكه بيسر وسهولة دون عناء أو توهان ، كما أرى أن تقدم برامج عن مجالس دروس الحرمين الشريفين بعد ترجمتها بعدة لغات و أن تقدم لشغل الفراغ اليومي على مدار الساعة بما يشد المشاهد للمتابعة وتركيز فكره على معلومات تكون مساعدة لما يراه في الصورة ، ويكون ذلك وفق المناسبات فمن بداية شهر صفر حتى نهاية شهر رمضان المبارك تخصص تلك الدروس عن العمرة والزيارة ومسائل العقيدة وما يقوي زاد المسلم ومن بداية شهر شوال حتى نهاية موسم الحج تخصص تلك الدروس عن الحج ومناسكه ، وبذلك نكون قد قدمنا للعالم قناتين عالميتين تستحقان أن تكونا قناتين لكل مسلم

ايضاً من الملاحظات المهمة وبالذات في الحرم المكي الشريف نتمنى أن تخصص التلاوات لائمة الحرم المكي الشريف قديما وحديثا وتكون حصرا عليهم وذلك لكي تكون الرسالة منبعثة من الحرم المكي الشريف مائة بالمائة سيما أن أئمة الحرم يلقون إقبالاً منقطع النظير من قبل كافة المسلمين في أنحاء المعمورة لأنه في الغالب يكون لهم ذكريات جميلة تذكرهم بالحرم المكي الشريف ، أما بالنسبة لقناة السيرة النبوية فأتمنى أن يستعين القائمون على هذه القناة بأساتذة الجامعة الإسلامية بالذات اساتذه السيرة النبوية والحديث الشريف ليثروا برامج ايضاً تكون متنوعة وجذابة وذات بصمة خاصة بالحرم النبوتي الشريف هذا وبالله التوفيق .

البلاد 1432/7/23هـ