الخضيري .. الإداري العنيد
الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، هذا الرجل كتلة من الطموح، وحزمة من الإنجاز. ويحمل في عقله حزمة من التحديات. مسؤول متمسك بثوابته التي لا تختلف عن ثوابت أي مسؤول مخلص وغيور على وطنه. رجل انضباطي في عمله وكأنه عسكري.
قوي في مواجهة الظالمين والفاسدين والمتلاعبين، وسيرته العملية تمثل قصة رجل وهب حياته لوطنه للعمل بلا ملل، وأعرف أنه واجه الكثير من الصعوبات القوية في حياته العملية ولم ينحن يوما أمام طغيان قوة المال وإغراءته، اشتهر بنزاهته ونظافة يده، وسلامة مقصده الوظيفي، وهو غير سريع الانفعال، ولكنه لا يتغير بتغير الأحوال، وطني مخلص، ذكي غاية الذكاء والوفاء ومفكر منجز وواقعي. شاهدته بأم عيني يتجول في شهر رمضان وحوله الكثير من المسؤولين العسكريين فهو كما هو إداري محنك لا تفوته أية شاردة أو واردة، فهو مسؤول ميداني عنيد وصلب، يتعب من يعمل معه وهو منظم وهادئ في حديثه وإجراءاته، ومحاور قوي ومقنع. لا يحب المجاملات في العمل ويقاوم .. «الاسترخاء» .. عند بعض المسؤولين والموظفين. ثقافته عالية، ورؤيته للأمور والقضايا صافية، وأستدل بما يكتبه أسبوعيا في جريدة الاقتصادية، فتلك المقالات الصحافية بها جرعات عالية من الوعي، وفيها أفكار تطويرية وناضجة ورائعة.
يبدو في كثير من الأحايين كضوء خافت في مشكاة نقية بدماثته، وثقافته الموسوعية العالية، وفي أحيان كثيرة أيضا يبدو بطبعه الناري عندما يتعلق الأمر بالمواطن ومصلحته وحقوقه، ويتميز بقدرة المتابعة الشديدة في العمل. كما وجدته لا يعبأ بالهجاء الذي لم يزده إلا صلابة وإصرارا، فهو لا يتوقف عن المراجعات بهدف التصحيح لأي موقف، وأرغب في تأكيد نقطة مهمة وهي أن عبدالعزيز الخضيري من المسؤولين القلائل الذين أتصل بهم وأبلغهم عن ملاحظات أو شكاوى، إلا ويرد علي بنتيجة عما بلغته، وهذه قدرة لا يملكها الكثير من المسؤولين الناضجين والواثقين من أنفسهم وعملهم، ولا ينفعل، ولا يغضب من النقد، وفيه ميزة أخرى قديرة وهي أنه يراجع الأمر مرتين ومن ثم يبدل إذا كان الموقف يسير مع بقية المواقف اتساقا مع الواقع والوقائع، لقناعته أن الحياة لا تتناقض مع أخطائها، لكنها تتنافى مع الجمود في ممارسة الخطأ، فهو ينشد من أجل التغيير والتطوير، ولا يغرد لذاته بل يعمل بجدية لخدمة مكة المكرمة وأهلها المباركين. هذا المقال أول مقال أكتبه عن الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، كتبته وقد مر على تعيينه عدة سنوات، حتى لا أتهم بالنفاق له، فليس لي أي مصلحة بإمارة منطقة مكة المكرمة أو أوراق أو .. أو ... أو ... !، إنما وجدت أن الوقت حان لقول كلمة حق في هذا الرجل الكبير بإنجازاته وأفكاره وآرائه الإصلاحية والتطويرية.
أتمنى، أتمنى، أتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح والرقي والارتقاء.
عكاظ 1432/7/19هـ