يتيمات وأيتام مكة المكرمة
تحظى دور الايتام في المملكة العربية السعودية برعاية خاصة مادياً ومعنوياً بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم السخي من القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وكلنا يعلم الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشها هؤلاء الاطفال الأبرياء وخصوصاً عندما تتفتح عيونهم على الحياة ويبدأون السؤال عن والديهم خصوصاً ذوي الظروف الخاصة هذه الاسئلة التي تقطع القلوب وتدمي الافئدة من اصحاب القلوب الرحيمة لأولئك الذين يتاجرون بعملية الحضانة للاستفادة من المكافآت المادية التي تصرفها الدولة رعاها الله عن طيب خاطر وانتبهت لهم الجهات المختصة مؤخراً وحاولت منعهم من الحضانة التي تكون سبباً مباشراً للانحرافات السلوكية والعياذ بالله وكما قلنا في بداية هذه الاسطر بأن ولاة الامر اعزهم الله وايدهم بنصره هم اصحاب اليد العليا الذين يبذلون بسخاء منقطع النظير وهذه الفئة المستضعفة احق بالرعاية خصوصاً ان هناك مطالب من الاسر الحاضنة بأن يشملهم صرف مكافأة الشهرين التي أمر بها المليك المفدى يحفظه الله وشملت الايتام في دور الرعاية فقط ولم تشمل الايتام لدى هذه الاسر.
كما ان هناك تذمراً من تأخر صرف المكافآت حيث تصرف في أوقات متباينة وليست في وقتها المحدد كما جرت عادة صرف الرواتب والمكافآت في كل الدوائر الحكومية والجامعات وما في حكمها.
ولأنني اعرف معالي الشؤون الاجتماعية تماماً حتى قبل ان يكلف بهذه الوزارة الانسانية الهامة جداً والتي تؤسس للمواطن الصالح قبل أي شيء آخر.
فإنني ابشر اصحاب هذه المطالب بأن رغباتهم مستجابة في اسرع وقت بمشيئة الله تعالى ولأن الحديث عن الايتام ذو شجون فقد شرفت بتلبية الدعوة الكريمة من السيدة الفاضلة الدكتورة هانم بنت حامد ياركندي رئيسة جمعية أم القرى الخيرية النسائية للمشاركة في افتتاح المبنى الجديد والتعريف به تحت مسمى (دار المحبة لرعاية الايتام) هذا المبنى الذي كلف ما يزيد على ستة وعشرين مليون ريال بدعم من المحسنين الضامنين انهم في الجنة كما اخبرنا نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم وكم تأثر الحضور بالكلمات المرهفة من اخي وصديقي الدكتور عبدالعزيز سرحان رئيس اللجنة الاستشارية لجمعية أم القرى والذي اسندت اليه هذه المهمة النبيلة هذا المبنى الذي يحتوي على غرف ومرافق ومسابح ودور عرض ومسرح والذي يحتاج الى ما يزيد عن ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف ريال لتأثيثه وفق افضل المعايير المتعارف عليها.
وفي اعتقادي ان مثل هذا المبلغ سيتم توفيره في أسرع فرصة خصوصاً وان المستفيدين من هذا المشروع يحلمون أن ينتهي قبل عيد الفطر السعيد لهذا العام والذي يفرح فيه الكبار والصغار فهؤلاء احق بإدخال الفرحة الى نفوسهم وفي مكة المكرمة وغيرها من مدن بلادنا الحبيبة من اصحاب الأعمال والأموال زادهم الله من فضله من يستطيع ان يدعم هذا المشروع وغيره من المشاريع الانسانية فيدُ الله مع الجماعة خصوصاً انه يقف خلف هذه الأعمال الانسانية رجال في قامة معالي المهندس عمر بن عبدالله قاضي الرئيس التنفيذي لدار الايتام الخيرية وبقية الاخوة والاخوات المحترمين الجديرين والجديرات بالثقة والامانة وتحمل المسؤولية ولان العمل في هذا المجال الانساني تطوعي والدعم اختياري اسأل الحق جلت قدرته ان يبارك في الجهود المخلصة لمساعدة ايتام ويتيمات ام القرى حرسها الله ولأن الحديث ايضاً ذو شجون فإنني اقترح على معالي وزير الشؤون الاجتماعية الاستفادة من خبرات الطاقات المؤهلة سواء في جمعية أم القرى الخيرية أو غيرها لردم الفجوة المحزنة التي نطالعها منذ امد بعيد عن أحوال دار الفتيات في مكة المكرمة من تمرد وهياج ومشاحنات وهروب من نزيلات هذه الدار والتهم المتبادلة بين الادارة فيما بينها والادارة والنزيلات.
وما صاحب ذلك من اجتماعات ولقاءات لجمعية حقوق الانسان ومسؤول الوزارة والامارة والشؤون الاجتماعية والشرطة الا ان التطويل في هذه القضايا قد يزيد الامور تعقيداً وكل المستفيدات من الدار لا يتجاوزن عشر نزيلات ممن دعتهن الظروف المأساوية الى الدخول الى هذا المعتقل سهل الله لهن المخرج والفرج والعودة الى جادة الصواب.
وعلى الله قصد السبيل.
قال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) سورة البقرة اية 274.
وقال رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري.
هاتف الجمعية المقر الرئيسي
5600726 ــ 5600727 ــ 5600723.
الندوة 1432/7/18هـ