مشروع الارتفاعات بين يديكم يا سمو الوزير

لأن العاصمة المقدسة «مكة المكرمة» ذات مساحة محدودة فحدود الحرم توقيفية منذ فجر التاريخ وما بعد تلك الحدود «حِل» يفصل بينه وبين الحرم أعلام، وتنتهي عند آخر حدود الحرم ما منح من أفضلية مضاعفة الحسنات، فإن أهلها ومن يقطن فيها من غيرهم للإقامة أو لأداء المناسك يحرصون كل الحرص على أن يكون سكنهم داخل حدود الحرم وليس في الحل، ولكن زيادة عدد السكان عبر الأزمان أدى إلى وجود مخططات سكنية خارج حدود الحرم ولكنها تظل غير مرغوب فيها بالقدر الذي تكون فيه المخططات الواقعة داخل حدود الحرم مرغوبة، ولمحدودية مساحة الأراضي التي تقع في الحرم فقد سعى بعض أبنائها وبالتفاهم مع أمانة العاصمة المقدسة والمجلس البلدي إلى تبني فكرة إعادة النظر في ارتفاعات المباني في أم القرى حتى تزيد طاقتها الاستيعابية مرتين على أقل تقدير وقدموا مبررات عديدة غير ما ذكر آنفا حول أفضلية السكن داخل حدود الحرم ومن بين تلك المبررات أن مكة المكرمة شهدت مشاريع هدميات وإزالة لآلاف العقارات لصالح عدد من مشاريع الساحات والميادين والشوارع والأنفاق والخطوط الدائرية وأن جزءا من عماراتها مخصصة للحجاج ولا تؤجر على المواطنين أو المقيمين المحتاجين لسكن مستأجر الأمر الذي رفع إيجار الشقق في بعض المخططات التي لا تؤجر عقاراتها على الحجاج إلى ضعف ما كانت عليه قبل المشاريع الأخيرة، وهذه المخططات ذات ارتفاعات محدودة جدا فيزيد الطلب على الشقق في ظل قلة العرض فيؤدي ذلك إلى رفع الإيجارات، وهو أمر أدى إلى عجز كثير من الشباب عن الزواج لعدم توفر سكن مستأجر بإيجار يناسب دخولهم وفي ذلك فتنة وفساد كبير، ويقول أصحاب هذه الرأي إن المجلس البلدي وأمانة العاصمة المقدسة قد انشرح صدرهما لموضوع زيادة الارتفاعات بنسب معينة في جميع أحياء ومخططات أم القرى ورفع بذلك مشروع متكامل يحدد الارتفاعات الجديدة المطلوبة في كل حي ومخطط وموقع وفوائد الزيادة وانعكاساتها الإيجابية على مستوى الإيجارات والسكان وأن المشروع برمته بين يدي صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية ورجال وزارته المخلصين الفاعلين، ولذلك فهم يتمنون أن يحظى بالاهتمام والموافقة والإنجاز حتى يتم العمل فنيا بالارتفاعات الجديدة، وإنني إذ أضم صوتي إلى صوت هؤلاء المكيين فإن ثقتي عظيمة في أن الوزارة سوف تتخذ ما تراه محققا للمصلحة العامة وبالله التوفيق .

عكاظ 1432/7/18هـ