الغرفة التجارية بمكة المكرمة

نحن نشهد الآن تنسيقاً أوسع نطاقا في مفهوم التنافس الحضاري في عملية الانتخابات السابقة، لعب ويلعب فيها الصورة العامة للمنتخب في المشهد المكي. ومعرفة الناس الرغبة في تحقيق أهدافهم التجارية والصناعية والمجتمعية. ولقد استطاعت مجموعة مكة المكرمة والمكونة من إخواني وأصدقائي الفضلاء الأساتذة: طلال مرزا، زياد فارسي، ماهر صالح جمال، د . مازن فؤاد تونسي، إيهاب عبدالله مشاط، وغيرهم من الأصدقاء أعضاء المجلس، فلقد استطاعت هذه الكوكبة الشبابية المكية وضع أفكارهم وأعمالهم في زمرة القيم والمبادئ الإسلامية المكية، مع احترام شديد لمعطيات المصالح العامة. ووجدت أن أفكارهم من خلال متابعتي الشخصية لهم تفتح طرائق للتفكير، وتدفع بالسلوك العملي للظهور، ووجدتهم أكثر استعدادا للمواءمة والقبول والتعاون المشترك مع الجميع. وتحت عباءة القيم والأخلاق المكية وضعت الكثير من الأفكار والأنشطة التي ستتوالد بفعل العمل والتحدي والطموح. وأعجبني في طموحاتهم أنهم لن يستسلموا بسهولة لمنطق الروتين وتحكمه في إجراءات الطموح والأمل والتحدي.

ولكي تكتمل أركان الصورة لمظاهر التغيير التي وعدت بها وجاءت هذه المجموعة المكية الراقية والمبدعة عليهم أن يتكلموا مع المجتمع المكي وخاصة التجاري والصناعي بلغة بالغة العمق والدلالة في .. [الصدق والإخلاص والثبات].. في العمل من أجل مكة المكرمة.

إنني أشعر أن هذه المجموعة الرائعة سوف تعمل على ملء الفراغ الذي أحس به أهل مكة المكرمة، ولا يمكن في هذا الإطار إغفال الظهور المثير للأزمات المالية المحلية والعالمية إن أمام هذه المجموعة مخاوف وتحديات تمثل شبحاً مخيفاً يصعب الإمساك بأطرافه المختلفة.

وأقول لهذه المجموعة المكية إن المرحلة تنطوي على مخاطر وتحديات معلنة، ولدى الناس خوف طاغ من العيش بنفس الصورة التقليدية. فأرجو من هذا المجلس الجديد أن يبعد الخلافات الشخصية خارج الضوابط والمعايير العملية والالتزام بالقيم السائدة في الاحترام المتبادل، حتى لا تقعوا في منطقة حرجة متأرجحة يصعب التنبؤ باحتمالاتها أو ضبط إيقاعها.

أعيش قناعة كبيرة بأن هذه المجموعة الراقية سوف تعطي الكثير لمكة المكرمة لمعرفتي الشخصية والكبيرة بكثير من شخصيات هذه المجموعة الراقية والتي تحمل دلالات وإرهاصات ذات مغزى حضاري. وأزعم أنهم سوف يتخذون قرارات صعبة.

نريد من هذه الكوكبة المكية إلغاء وتبديد الإحباط المتردد، ونريد حقبة جديدة لمواجهة المستقبل بعيداً عن الأفكار العاجزة والمرتعشة الغوغاء والتي تسيء لسمعة الغرفة التجارية وتفشل في مواجهة تحديات المرحلة والمستقبل.

أتمنى لهذه الكوكبة المكية التوفيق الدائم، والتطور والمستمر والتلاحم الأسري المكي المتين الذي يلغي التناقض في المشهد التجاري والصناعي. نريد أن نرى ونسمع ونشاهد قيما إنسانية راقية. نريد الابتعاد عن الاختفاء وراء الأقنعة الزائفة.

إن قدرة الفكر الشبابي على تحقيق الأرباح والإنجازات هي جزء من قيمة الإنسان واسمه، والإنجاز يعبر عن أخلاق المنجز، والمنجز هو كل شيء يريده هذا الشعب الطيب. وفي النهاية أرجو من الجميع أن لا يسمح للمصلحة العامة بأن تخضع لخضوع الربح الخاص. نريد كل شيء أن يكون لمكة المكرمة فقط، وأن يكون هذا هو دستور عملكم نريد تغييرا من أجل التطوير، لا نريد تصفيات ولا خصومات للموظفين السابقين وغيرهم. وأعرف شخصياً كثيرا من أعضاء هذا المجلس الراقي ليس فيهم من يميل للصدام أو البحث عن التصادم. عليكم مترتبات، وأمامكم تحديات وتحديات.

وأذكر الجميع بمقولة رائعة قالها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص قال:
((يبقى المسؤول قوياً إلى أن يطلب أمراً لنفسه)).
وأقترح على هذا المجلس أن يعمل من أجل العمل، لا من أجل الشهرة والذيوع الإعلامي وحب الظهور. فكفاية، وكفى، وكفى!. وبالله التوفيق.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 1432/7/12هـ