غابات مكة الخرسانية!
كنت سأضم صوتي للأستاذين القديرين حمد القاضي ومحمد الحساني، فأنتقد غابة الأسمنت التي تحيط بالحرم المكي من كل جانب حتى يكاد الجالس في صحن الحرم اليوم يشعر وكأن تلك المباني ستطبق عليه، لولا المثل القائل: «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت»!!.
وحتى لو لم يفت شيء، لم يكن أي صوت ليغير شيئا من الواقع الذي كان ينتظر المنطقة المحيطة بالحرم، فانتزاع الملكيات المحيطة بالحرم بمليارات الريالات لم يكن ليتم من أجل استبدال مساحاتها بالفراغ الرحب، خاصة مع وجود جاذبية نهمة عند المستثمرين لاستغلال هذه المساحات في إقامة الأبراج الفندقية التي ستبيض ذهبا على مدار السنة!!.
نعم الحرم المكي بحاجة لمساكن تؤوي الزوار والمعتمرين والحجاج، لكن كان بالإمكان تأمين مثل هذه الحاجة على بعد مساحة كافية عن الحرم تتيح له التنفس ولزواره النظر إلى السماء عند الدعاء دون الاصطدام بالكتل الخرسانية أو الحاجة لمعرفة الوقت بالنظر إلى الأعلى!!.
كان بالإمكان إقامة الأبراج الفندقية والسكنية على مسافات مريحة لتنفس الحرم وتلبية احتياجات توسعته مستقبلا مع تأمين تنقل الناس بواسطة القاطرات المتحركة على مدار الساعة، لكن للأسف حوصر الحرم بالمباني لكي يطل زوار الـ 5 نجوم من غرفهم على الحرم، فأصبح أشبه بزهرة برية تحاصرها جذوع أشجار الغابة العملاقة!!.
عكاظ 1432/7/12هـ