عمر معروف الرجل الشهم
قال تعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي) سورة الفجر آية [27 - 30].
يطيب لي في هذه العجالة وأنا أنعي أخي عمر سراج معروف الذي وافته المنية يوم السبت 9/7/1432هـ وقد آلمني الخبر كثيراً لرحيل رجل كان وفياً ومخلصاً وقد تذكرت وصاية الزميل العزيز الأستاذ عبدالرزاق حمزة الذي عمل معه في مجال الإشراف على لجان المتابعة والمراقبة في عهد صاحب المعالي الشيخ عبدالوهاب أحمد عبدالواسع وزير الحج والأوقاف الأسبق – رحمه الله تعالى – إذ كان له دور ميداني محمود في تدريب عدد من الكوادر الشابة الذين تستعين بهم الوزارة في مواسم الحج وبالأخـص في مجال ( الطوارئ والعمليات ) وكان محل تقدير رؤسائه الذين عمل معهم في مختلف مهام وزارة الحج وهو ميداني من الطراز الأول لا يكل ولا يمل عاشق لعمله مبدع فيه يتمتع بمكارم الأخلاق وحسن السيرة وفن التعامل مع حجاج بيت الله الحرام ومع جميع من عمل معه.
ولقد تركت وفاته – رحمه الله – رنة حزن وأسى في قلوب محبيه ، ثم ادركت سر توصية الأخ الأستاذ عبدالرزاق حمزة به – رحمه الله تعالى – بعد أن جربته الوزارة في جميع الأعمال التي شارك فيها إذ كان مميزاً فيها.
وعندما صدر الأمر الكريم بتعيين الزميل العزيز معالي الأخ الدكتور / محمد صالح بن طاهر بنتن (رئيساً للمؤسسة العامة للبريد السعودي) كان لابد له أن يصحب المرحوم معه لإخلاصه في عمله وأمانته ومثابرته.
وكان – رحمه الله – باراً بوالديه إلى أن توفت والدته قبل أربعة أعوام وهو يقوم بخدمتها بكل تفانٍ وإخلاص فكسب دعوات الحجاج وكسب دعاء والديه.
عمر معروف لم يكن يحمل شهادات عليا ولكن كان يحمل قلباً نابضاً بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكان يحمل ذاكرة تختزن العديد من الدروس والعبر التي استفادها ممن عمل معهم. وقد أكرم الله سبحانه وتعالى أخوانه وأسرته بالعمل في رفع صوت الأذان في المسجد الحرام منذ سنوات طويلة ، وهو جار في الحي الذي اسكن فيه ونعم الجيرة والذكرى الحسنة للشخص بعد رحيله لدار القرار.
وأحسب أن عمله الميداني بالمساهمة في المتابعة والمراقبة والتأكد من الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وإخلاصه في عمله سيحصده نوراً يتلألأ بين يده في قبره وعند العبور على الصراط فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجبر قلوب كل من عرف عمر معروف وعزائي لهم، ولابنه عبدالعزيز واخوته وأسرته خالص العزاء والمواساة كما اسأله أن يجعله في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر اللهم ارحم أخانا عمر معروف واسكنه فسيح جناتك.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
الندوة 1432/7/11هـ